من المضحك على بعض من العقول العربية الساذجة تلك اللعبة الفارسية القذرة، التي استعملتها ايران في الثمانينيات من القرن الماضي، حين دعت لمحاربة أمريكا وإسرائيل ورمي الأخيرة في البحر. وها نحن ومنذ تلك الحقبة قد جاوزنا الثلاثين سنة، ولم نر بوادر من أي نوع كان لهذا البعبع الأمريكي - الإسرائيلي أو كما يطلقون على أحدهما بالشيطان الأكبر.. والموضوع برمته لا يخلو أن يكون جعجعة وسذاجة إعلامية فلا يوجد شيطان كما نتصوره نحن، أو يروج له بداخل أروقتنا ولا عدو ولا بحر بل تحالفات ومواثيق وحب وصفاء واستقرار وود بينهما لأبعد الحدود، أكثر مما قد تتصوره بعض الدول الحليفة أو الصديقة لأمريكا أنفسهم. اذ إن البوادر الداخلية من ايران نفسها تشير لمنح حرية العبادة واقامة المعابد والتجارة والمناصب والتحرك لليهود الايرانيين دون مضايقات من أي نوع، ولم يرحلوا لإسرائيل كي يقذف بهم الى البحر دفعة واحدة مع بقية الاسرائيليين، أو كما تقول الأسطورة الفارسية وهي التي تحلم بتسليح نفسها وبناء قوتها العسكرية واللعب على الطائفية، ونشر الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والأمني للدول العربية المحيطة؛ لكي يكون لها يد طولى عليهم وعلى شعوبهم وعلى مقدراتهم، وهذا هو ما ترمي اليه منذ البداية وهذا هو الفيلم الذي تسعى لانتاجه بمساعدة عالمية مشتركة. والملاحظ على الخريطة الجغرافية أن شعوب العالم قاطبة تعيش نموا واستقرارا مطردا في القارات المتباعدة والمتقاربة كلها ومنذ قرون طويلة، بينما نرى أن الشعوب المسلمة في الشرق الأوسط في حقيقة الأمر هي المستهدفة، وهي من يحاك لها بليل مقيت وأكاد ألوي عنق الزجاجة لتثبت الوقائع أن المقصود من تلك الأسطورة هو نحن على العموم دون استثناء، وليس أمريكا ولا اسرائيل التي تربطهما تحالفات تحت الطاولة على المستوى الشعبي والسياسي، وليس كما تزعم الرواية القذرة التي وجدت ككيان من رحم ذلك التنسيق الخفي غير المعلن آنذاك. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما نهاية هذا الحلم؟ وكيف ستكون أولى صوره؟.. المؤكد أنه سوداوي بكل ما تحمله الكلمة، وهو واضح للعيان من المظهر الخارجي. ولو قمنا بعمل مسح ضوئي للخريطة الجغرافية التي كانت لايران فيها بصمات وتدخلات، لرأينا عدم الاستقرار هو المظهر الساطع لتلك الصور؛ مما يتوافق مع حقيقة المعرفة الروحية أن الشيطان الأكبر هو من يقوم بالفوضى والقتل والمسخ والتخفي ونشر الدمار وعدم الأمان والاطمئنان، وهي ألعوبة مع اسرائيل وأمريكا لنشر تلك الفوضى العارمة التي تحقق لكل طرف منهم أهدافا اقتصادية ودينية وسياسية وعسكرية وتسليحية. وكما يقال: إن أطراف اللعبة هم المستفيدون بصورها المتعددة، بما يحقق التكامل بينهم للوصول لتلك الأهداف غير المعلنة الى حين غير بعيد. ان صناعة الأفلام السياسية وأدوارها المختلفة والممثلين الرئيسيين ومصادر التمويل والتوزيع تلعب بالشرق الأوسط ما لا تجرؤ عليه في أي مكان آخر؛ مما يستوجب علينا عقلا ومنطقا أن نحذر من تلك الخدع السينمائية بكل صورها وطرائقها لأنها تستهدف الوجود الانساني بالدرجة الأولى. وقبل الختام وحدة الوطن العربي قيادات وشعوبا وتفعيل المواثيق العربية، هي الكفيلة بعد الله تعالى في نشر السلام ونبذ الفوضى في أي رقعة كانت. وفي الختام تحية تقدير وحب ووفاء لرجال القوات المسلحة، الذين ندعو الله تعالى أن يحفظهم وذرياتهم وأعراضهم، ويحفظ وطننا وقيادتنا وأمننا واستقرارنا، وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين آمين. أستاذ مشارك مناهج الدمام