بحث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس المستجدات الإقليمية مع زعماء تسع دول عربية وإسلامية، في الوقت الذي تواصل فيه عملية عاصفة الحزم دك مواقع الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح. وتتجه الأنظار اليوم إلى شرم الشيخ المصرية التي تحتضن القمة العربية الـ26، بانتظار ما يصدر من قرارات تتوافق مع التحرك الأخير الذي قاده الملك سلمان لمواجهة التهديدات الإقليمية، ومن بين ذلك إقرار إنشاء قوة عسكرية عربية لمواجهة التهديدات الأمنية. ووصف الرئيس السوداني عمر البشير أمس، قرار خادم الحرمين الشريفين بالصائب الذي جاء لتأمين المنطقة، فيما أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن التحديات التي تحدق بالمنطقة العربية وتهدد شعوبها تعد واحدة ويتعين التكاتف لمواجهتها. وتحت ضغط الضربات الجوية اضطر صالح إلى الدعوة إلى مبادرة لوقف القصف والعودة إلى الحوار، في الوقت الذي تتوالى المواقف الدولية المؤيدة لعملية عاصفة الحزم، إذ أكد نائب مبعوث الرئيس باراك أوباما لقوات التحالف بريت ماجيرك، في مقابلة مع قناة العربية أمس، أن الولايات المتحدة تنسق جهودها مع دول مجلس التحالف الخليجي في الحملة الجوية ضد الحوثيين. في السياق ذاته، أكد السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير أن دولا عدة أبدت رغبتها بالمشاركة في التحالف. أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اتصالات هاتفية مساء أول من أمس، بكل من أمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وأمير دولة قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وملك مملكة البحرين جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وملك المملكة الأردنية الهاشمية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ورئيس جمهورية السودان عمر حسن البشير، ورئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وملك المملكة المغربية جلالة الملك محمد السادس. وجرى خلال الاتصالات استعراض العلاقات الثنائية، ومجمل الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية. من جهة أخرى، تلقى خادم الحرمين اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وجرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، ومجمل الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية. من جانبه، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الاتصال الذي تلقاه خادم الحرمين الشريفين، أن التحديات التي تحدق بالمنطقة العربية وتهدد شعوبها تعد واحدة ويتعين التكاتف لمواجهتها. وقال بيان لرئاسة الجمهورية المصرية، حصلت "الوطن" على نسخة منه، إن "مصر تلبي نداء الشعب اليمني من أجل استقراره والحفاظ على هويته العربية، بمشاركة عناصر من القوات البحرية والجوية المصرية بعد استيفاء الإجراءات الدستورية، لاستعادة الاستقرار والشرعية في اليمن". وصرح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، علاء يوسف، بأن "السيسي شدد على أن أمن الخليج خط أحمر وجزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، والتحديات التي تحدق بالمنطقة العربية وتهدد شعوبها، تعد واحدة ويتعين التكاتف وتحقيق وحدة الصف في مواجهتها من أجل صون مقدرات الدول والشعوب العربية". وأضاف يوسف أنه تم التطرق خلال الاتصال إلى أهم القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة العربية، والمقرر عقدها اليوم، وفي مقدمتها سبل التصدي للإرهاب ودحره والقضاء عليه، مشيراً إلى أن السيسي تلقى أيضا اتصالا هاتفيا من وزير الدفاع السعودي، الأمير محمد بن سلمان تناول آخر المستجدات على صعيد عملية "عاصفة الحزم". .. والبشير: الخيار صائب لاستقرار اليمن جدة: واس أكد رئيس جمهورية السودان عمر حسن البشير أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اتخذ القرار الصائب وفي الوقت المناسب لإطلاق عملية "عاصفة الحزم" ليحفظ بها - بمشيئة الله - لليمن أمنه ووحدة شعبه واستقراره، وليسهم في تأمين المنطقة وخاصة أمن الحرمين الشريفين، وشدد على أن بلاده تعد أمن الحرمين الشريفين خطاً أحمر، وهو مقدم على كل أمن حتى على الأمن الوطني. وأعرب عن أمنياته لهذه العملية بكل النجاح، وأن يعم اليمن الاستقرار والطمأنينة، وأن تكون خطوة لجمع الصف العربي ووحدته تجاه قضاياه الأساسية. وقال البشير: كنا منزعجين جداً لتطور الأوضاع في اليمن حيث تربطنا به علاقات وثيقة وقديمة، وهو خاصرة الجزيرة العربية ومجاور للمملكة العربية السعودية ودول أخرى، وأي تطورات في اليمن هي تهديد لأمن المنطقة وأمن المملكة العربية السعودية بالذات". وأضاف: عند الإعلان عن عملية "عاصفة الحزم" كنا نسعى لها ونتمناها، والحمد لله أن اتخذ خادم الحرمين الشريفين هذا القرار الصائب".