×
محافظة المنطقة الشرقية

عيد: الأردن ليس لتحسين التصنيف

صورة الخبر

في خضم ما نرى ونسمع من الأحداث المتلاحقة وفي ضوء التسارع الرهيب لما يجري في دول الجوار والتي يجب أن تخلق فينا روح تأهب عالية لما هو قادم بل والضرورة الملحة لسبق الحدث المتسارع أصلا، في وسط هذه الأحداث التي تكاد تعمي البصير وتخلط الأوراق على أحكم الحكماء، تبرز الحاجة الماسة جداً لنا كسعوديين لخلق خطة عمل مستقبلي على المدى القريب ثم المتوسط والبعيد حتى ننجو بأنفسنا وأوطاننا من هذه الغُمة من الفتن، التي تغطي سماءنا كقطع الليل المظلم، والأمر كما نراه جد، ولا سبيل لتقليل وطأة الأحداث بتوهمات غرس رأس النعام في التراب، فأنياب الكواسر من حولنا ليست هي للأسف ابتساماتها، بل هي نواذر شرور تحيط بنا وتريد بنا سوءا وبالأخص التدهور الكبير في اليمن الذي لم يعد سعيداً.. قبل فجر امس كنت أراقب وسائل الإعلام تبث أخبار بلوغ الحوثيين حدود عدن في تحد تاريخي لكل أصوات العقل والحكمة بل إن القوم يصرون إصرارا على قرع طبول الحرب في كامل المنطقة، والمدعو عبدالملك الحوثي بلغ حد الوقاحة في رفض حلول انقاذ المنطقة وهو بهذا، يمرر رسالة حرب معلنة علينا جميعا، والثقل السعودي الذي يعتمد عليه التوازن العالمي أمر يعول عليه العقلاء في المنطقة والعالم، وها هو الجيش السعودي يحقق ذلك.. وفي ما نراه فيما يخص الداخل السعودي أن المرحلة تتطلب تحركاً وطنياً شاملاً وحاذقاً على جميع الأصعدة الوطنية الى جانب التحرك العسكري الذي لجم تحركات الحوثيين وفاجأهم.. التحرك الوطني يجب أن يبدأ من عمق الداخل حتى أقصى نقاط حدود الوطن ورفع الروح لدى الجميع والتعبئة النفسية في هدوء وسكينة وحسن تخطيط وهذا مطلب وطني في غاية الأهمية وجرعات التنشيط لروح المواطنة والتذكير بعظم النعمة والذي يمارس كجزء من روتين العمل الوطني منذ زمن، لم يعد كافيا لهذه المرحلة.. إن اختلاف المعطيات وتنوع الفتن- وخصوصا على طبقات الشباب- يتطلب عملا وطنيا خلاّقا يناسب المرحلة ويكون درعاً واقية ضد التوغل النفسي والمادي في مملكتنا الحبيبة كما يلي: ١-إعمال الخطط الوطنية الموجهة في المجالين التربوي والإعلامي والتي تلامس القلوب لإحياء روح الدين وحب الوطن والمواطنة والتي تستهدف تعميق روح الإحساس بهذه النعم وتعريضها بحالات الخوف والرعب والفقر الذي تعيشه الأمم من حولنا مما يتطلب تغيير الخط الإعلامي للفضائيات وأجهزة الإعلام المحسوبة على المملكة العربية السعودية والتي بالغت في توجهاتها الغريبة أصلاً على المجتمع السعودي الذي تؤمن غالبيته بأن التمسك بالدين الحق هو سبب النجاة وطريق النصر والعزة، وهو المسلك الأقوى والأجدى للتأثير على طبقات الشباب واليافعين السعوديين ضد الهجمات الفكرية لداعش وجيرانها ممن يحاولون إحداث هزيمة نفسية لدى النشء السعودي مستغلين ما تسلكه وسائل الإعلام المذكورة من خروج حقيقي عن روح الإسلام دستور المملكة العربية السعودية. ٢-رفع مستوى فكر المخزون الإستراتيجي لكل منافع الحياة والعمل الفوري على دعمه بالإنشاء في الجهات التي لم تعمل به والدعم والتطوير للجهات التي تقدمت بالعمل به خلال العقد الماضي مثل وزارة الدفاع وأرامكو، وتشتد الحاجه لتأسيس فكر مخزون الأزمات الاستراتيجي لكل ما يمس الغذاء والدواء والمخزون المائي للمدن السعودية. ٣-الضرورة الملحة لإرهاب عدو الله وعدونا برفع مستوى وعدد القوى البشرية السعودية المجهزة للدفاع عن الوطن ولا بأس من باب ضرورة الفترة ومصلحة الوطن العليا من تحويل التوجه بالاحدى عشرة مدينة رياضية المعدة للعب والترفيه إلى مدن تربية عسكرية لطلاب المدارس تحت إشراف مباشر من وزارة الدفاع. 4-الاستمرار في الخط المتصاعد للتحالفات السعودية الذكية التي تبث في قلوبنا أماناً داخلياً مع دول الثقل العربي التي تغير موازين القوى في المنطقه شمالا ممثلا بتركيا وغرباً ممثله في باكستان وشرقاً ممثلا في مصر، وما يوازي ذلك من دعم مطلوب للقوات المسلحة في البحرية السعودية فنرجو أن يستكمل لخلق- على أقل تقدير- توازن رادع للبحرية الإيرانية المتطورة. 5- إعطاء كل التوجهات وخطط العمل الوطنية روح النصر والفأل في جاهزية لا تقبل التخاذل بما لا يتعارض أبداً مع بذل السببية التي بنى المولى عليها نواميس الكون. حمى الله وطني وأهلي من كل سوء.. وأعان قواتنا المسلحة علي ما تقوم به لاعادة اليمن إلى هدوئه واستقراره وأمنه. عضو المجلس العلمي الاستشاري لمعهد رياضيات القلب الأمريكي. عضو المجلس العلمي للجمعية العالمية للكوارث الكونية (ميونخ-ألمانيا)