تابعت افتتاحيات ومقالات أبرز الصحف البريطانية والأميركية الهجوم الدموي على متحف باردو في العاصمة التونسية بالنقد والتحليل، وبحث تداعياته على تونس -مهد ديمقراطية الربيع العربي- وعلى المنطقة. فقد كتبت صحيفة ذي غارديان في افتتاحيتها أن الهجوم على متحف باردو خيم بظلاله على آخر شعاع أمل من الربيع العربي، حيث يُحتفى بتونس على أنها قصة النجاح الوحيدة، وحراكها من ثورة الياسمين إلى الديمقراطية كان قصيرا وسلسا نوعا ما. وترى الصحيفة أن المطلوب الآن هو التركيز على كيفية مساهمة أوجه القصور بالمرحلة الانتقالية في التهديدات التي تواجه تونس الآن، وأنها مطالبة بفعل الكثير لحماية نفسها. ومن ذلك تقديم أفضل صفقة اقتصادية، والتعهد بإجراء إصلاحات جذرية لإزالة بقايا الحكم الاستبدادي.وأضافت أن هذه الهجمات توضح ضرورة بذل أوروبا والولايات المتحدة المزيد لدعم إنجازات تونس. " استقرار تونس مهمفي المنطقة لأنها الدولة الوحيدة التي نجحت في الانتقال إلى الديمقراطية، مقارنة بمصر وليبيا وسوريا والعراق " استقرار تونس من جانبها علقت صحيفة ذي إندبندنت في افتتاحيتهاأن الهجوم على مهد الربيع العربي يوضح بجلاء كيف انتقلت المنطقة من الأمل إلى الرعب، بعدما بدت تونس كأنها تكيفت مع الحياة الجديدة بدون الاستبداد على نحو أفضل من أي دولة عربية أخرى. وأكدت الصحيفة على أهمية استقرار تونس في المنطقة لأنها الدولة الوحيدة التي نجحت في الانتقال إلى الديمقراطية، مقارنة بمصر وليبيا وسوريا والعراق. أما صحيفة تايمز فقد أشارت إلى أن الهجوم سلط الضوء على توجه مخيف، ألا وهو استهداف السائحين في محاولة لشل الاقتصادات وإحراج الحكومات الحالية وتوتير العلاقات مع الغرب، وهو ما تجلى بوضوح في الضربة التي وجهت لتونس التي تفتخر بأنها أنجح ديمقراطية برزت من الربيع العربي، مما جعلها تبدو غير آمنة. العلمانيون المتشددون كما اعتبرت افتتاحية صحيفة نيويورك تايمز الهجوم ضربة لشريان الحياة الاقتصادية وصناعة السياحة والحكومة التونسية، بل والمجتمع الدولي، وأنه يكشف المدى الذي وصل إليه تهديد المتطرفين -الذين ينتشرون في أنحاء المنطقة- لتونس التي تُعد قصة النجاح الوحيدة للربيع العربي. وتعتقد الصحيفة أن العلمانيين المتشددين في المؤسسة السياسية سيحاولون استغلال هذه الجريمة كذريعة لقمع حتى الإسلاميين المعتدلين وسحق أي معارضة، وقالت إن الرد الصحيح هو الاستمرار في العمل لتعزيز الديمقراطية بتونس وتوسيع الحريات السياسية، في الوقت الذي تعمل فيه أيضا مع المجتمع الدولي من أجل تحسين الاقتصاد. وفي ذات السياق أثنت وول ستريت جورنال على تونس بأنها تمثل نجاحا نادرا للربيع العربي حيث برزت فيها التعددية رغمديمقراطيتها الهشة، الأمر الذي يجعل منها هدفا محددا للجهاديين كما حدث في الهجوم الذي وقع يوم الأربعاء. وترى الصحيفة أنه يجب على تونس أن تتعامل مع المليشيات الجهادية العاملة خارج نطاق الجبال الغربية ووسط البلاد، وكذلك تهديد تنظيم الدولة الإسلاميةالذي يشكل منعطفا جديدا، خاصة بعد تبنيه مسؤولية الهجوم على متحف باردو، مؤملة أن تفي الدول الغربية بوعودها التي قطعتها لمساعدة تونس على المضي قدما في إرساء الديمقراطية.