بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكل القوات العسكرية انطلقت منتصف ليل البارحة الأولى العمليات العسكرية "عاصفة الحزم" في اليمن ضمن ائتلاف من عشر دول، وذلك استجابة لطلب مباشر من الحكومة اليمنية الشرعية، وذلك لحماية الشعب من الانقلابيين والميليشيات الحوثية العنيفة والمتطرفة. وكان قد صدر أمس الأول بيان من السعودية، والإمارات، والبحرين، وقطر، والكويت قالت فيه إنها تابعت بألم كبير وقلق بالغ تطورات الأحداث الخطيرة في الجمهورية اليمنية التي زعزعت أمن اليمن واستقراره جراء الانقلاب الذي نفذته الميليشيات الحوثية على الشرعية، كما أصبحت تشكل تهديداً كبيراً لأمن المنطقة واستقرارها وتهديداً للسلم والأمن الدوليين. وقد سارعت دولنا إلى بذل كل الجهود للوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق في محاولاته لاسترجاع أمنه واستقراره، من خلال البناء على العملية السياسية التي أطلقتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ولحماية المنطقة من تداعيات هذا الانقلاب. وفي هذا الإطار، استجابت دول المجلس إلى طلب الرئيس عبد ربه منصور هادي المقدم بتاريخ 7 / 3 / 2015م بعقد مؤتمر في الرياض تحت مظلة مجلس التعاون، تحضره كل الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره، مبينة الدول الخمس أنه في الوقت الذي كانت الترتيبات تجري على قدم وساق لعقد هذا المؤتمر تلقينا رسالة الرئيس عبد ربه منصور هادي تضمنت ما آلت إليه الأوضاع الأمنية في الجمهورية اليمنية من تدهور شديد وبالغ الخطورة جراء الأعمال العدوانية المستمرة والاعتداءات المتواصلة على سيادة اليمن التي قام ولا يزال يقوم بها الانقلابيون الحوثيون بهدف تفتيت اليمن وضرب أمنه واستقراره. وقال في رسالته: بذلنا كل الجهود الممكنة لوقف هذه الاعتداءات الحوثية الإجرامية الآثمة على شعبنا، التي تركت جروحا عميقة في كل بيت يمني، وسعينا بكل ما أوتينا من قوة للوصول إلى حل سلمي يمكن من خلاله إخراج اليمن من النفق المظلم الذي أدخله فيه الانقلابيون الحوثيون، ويحمي شعبنا من أتون الفوضى والدمار، وللحيلولة دون جر البلاد إلى حرب ستحرق الأخضر واليابس التي سعى ولا يزال يسعى الانقلابيون إلى تأجيجها. إلا أن كل جهودنا السلمية ومساعينا المتواصلة قد واجهت الرفض المطلق من قبل الانقلابيين الحوثيين الذين يواصلون أعمالهم العدوانية لإخضاع بقية المناطق وخاصة في الجنوب إلى سيطرتهم، ما جعل الجمهورية اليمنية تمر بأحلك الظروف العصيبة في تاريخها، حيث لم يسبق للشعب اليمني المتمسك بمبادئ ديننا الإسلامي الحنيف أن واجه مثيلاً لهذا العدوان الآثم الذي لا تقره المبادئ الإسلامية ولا الأعراف والمواثيق الدولية، والذي تنفذه الميليشيات الحوثية المدعومة من قوى داخلية، باعت ضميرها ولم تعد تكترث إلا بمصالحها الذاتية، والمدعومة أيضاً من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على هذه البلاد، وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة، مما لم يعد معه التهديد مقتصراً على أمن اليمن، بل أصبح التهديد لأمن المنطقة بأكملها وطال التهديد الأمن والسلم الدوليين. وإزاء هذه التطورات الخطيرة، وحرصاً على أمن اليمن واستقراره وأمن المنطقة والسلم والأمن الدوليين، وحماية لشعبنا اليمني الباسل، الذي دفع ثمنا باهظا من جراء الانقلاب الحوثي، فإنني ومن منطلق مسؤولياتي الدستورية التي تحتم علي رعاية الشعب والمحافظة على وحدة الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه، وأخذاً في الاعتبار ما قامت وتقوم به الميليشيات الحوثية من أعمال عدوانية كان آخرها رصد أرتال عسكرية متجهة لمهاجمة عدن والاستيلاء عليها وبقية مناطق الجنوب، وإعلان تلك الميليشيات الإجرامية عن نواياها في التحرك عسكرياً نحو الجنوب، وهو ما أكده التقرير الأخير لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المقدم إلى مجلس الأمن، والمتضمن تأكيد أن ما يسمى اللجنة الثورية الحوثية قد أصدرت نداءً للتعبئة العامة في الوحدات العسكرية التي تسيطر عليها في الشمال، استعداداً لحملة على الجنوب، وما أكده التقرير أيضاً من أن الحوثيين واصلوا احتلالهم للمؤسسات الحكومية والتوسع نحو مناطق جديدة، على الرغم من مطالب مجلس الأمن المتكررة، وأن طائرات القوات الجوية التي استولى عليها الحوثيون مستمرة في التحليق والقصف فوق مدينة عدن، الذي يعد تصعيداً خطيراً غير مسبوق. وحيث إن تقرير مبعوث الأمم المتحدة قد أكد أن الحوثيين بدؤوا في التحرك الآن نحو الجنوب في اتجاه "لحج" و"عدن"، وأنه تنتشر مخاوف من استغلال تنظيم القاعدة حالة عدم الاستقرار الراهنة لإثارة مزيد من الفوضى، ما يجعل البلاد تنزلق نحو مزيد من الصراع العنيف والتشظي. فإنني أتوجه إليكم أيها الإخوة، مناشداً دولكم الشقيقة للوقوف- وكما عهدناكم دائماً- إلى جانب الشعب اليمني لحماية اليمن، وأطلب منكم، استناداً إلى مبدأ الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة، واستناداً إلى ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، تقديم المساندة الفورية بكل الوسائل والتدابير اللازمة، بما في ذلك التدخل العسكري لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي المستمر، وردع الهجوم المتوقع حدوثه في أي ساعة على مدينة عدن وبقية مناطق الجنوب، ومساعدة اليمن على مواجهة القاعدة و"داعش". إن الشعب اليمني لن ينسى وقوف أشقائه إلى جانبه في هذه الظروف العصيبة والأخطار المحدقة به. الأمير محمد بن سلمان مستقبلا الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي خلال وصوله إلى الرياض. «واس» وأكدت الدول الخليجية أنه "انطلاقاً من مسؤولياتنا تجاه الشعب اليمني الشقيق واستجابة لما تضمنته رسالة الرئيس عبد ربه منصور هادي، من طلب لتقديم المساندة الفورية بكل الوسائل والتدابير اللازمة لحماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على اليمن وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة، ما جعل التهديد لا يقتصر على أمن اليمن واستقراره وسيادته فحسب، بل صار تهديداً شاملاً لأمن المنطقة والأمن والسلم الدوليين، إضافة إلى طلبه كذلك مساعدة اليمن في مواجهة التنظيمات الإرهابية". وأضاف بيان الدول الخمس "حيث إن الاعتداءات قد طالت كذلك أراضي المملكة العربية السعودية، وأصبحت دولنا تواجه تهديداً مستمراً لأمنها واستقرارها بوجود الأسلحة الثقيلة وصواريخ قصيرة وبعيدة المدى خارج سيطرة السلطة الشرعية، وإزاء هذه المخاطر الجسيمة، وفي ضوء عدم استجابة الميليشيات الحوثية للتحذيرات المتكررة من دول مجلس التعاون ومن مجلس الأمن، وانتهاكاتها المتواصلة للقانون الدولي والأعراف الدولية، واستمرار حشودها المسلحة بما في ذلك الأسلحة الثقيلة والصواريخ على حدود المملكة العربية السعودية، وقيامها أخيراً بإجراء مناورات عسكرية كبيرة بالذخيرة الحية قرب حدود المملكة العربية السعودية، استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، الأمر الذي يكشف نوايا الميليشيات الحوثية في تكرار عدوانها السافر الذي اقترفته دون أي مبرر حين هاجمت أراضي المملكة العربية السعودية خلال شهر نوفمبر عام 2009. وقالت الدول الخمس إنها قررت الاستجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية لحماية اليمن وشعبه العزيز من عدوان الميليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق".