أوصى المشاركون في مجلس جمعية الصحفيين الرمضاني بأبوظبي الذي نظم أمس الأول، بضرورة تشجيع الطلبة وتحفيزهم على القراءة عبر إقامة المسابقات الدورية، وأن تقوم جمعية الصحفيين بإطلاق مكتبة رقمية، لتشجيع الصحفيين وعائلاتهم على القراءة، مطالبين مجلس أبوظبي للتعليم بضرورة تفعيل حصة المكتبة وحصة التعبير لدى الطلبة في جميع المدارس الحكومية والخاصة. ودعا المشاركون في المجلس إلى ضرورة وجود مدرس متمكن للغة العربية يهتم بتنمية مهارات تعلم اللغة العربية، والتدرج في ترغيب الأطفال والشباب بمهارات القراءة، لخلق جيل قادر على كتابة القصص والروايات، مطالبين الجهات المعنية بتسهيل دخول الجمهور إلى بعض المراكز الفكرية في الدولة التي تحتوي على آلاف الكتب القيمة، لارتياد مكتباتها واستعارة الكتب منها. منارات ثقافية وأشار المشاركون إلى أن الدولة تزخر بالعديد من المراكز الفكرية والمنارات الثقافية، حيث لعبت مبادرات القيادة الرشيدة دوراً كبيراً، في رفع مستوى وعي المجتمع وترغيبه بالقراءة، موضحين أن هناك بعض التحديات الصغيرة، تتمثل في قلة عدد المكتبات العامة المفتوحة على مدار العام كما هو في المدن العالمية مثل باريس ولندن. وشارك في المجلس الرمضاني الأديب المسرحي صالح كرامة والباحث الشاعر عيضة بن مسعود والإعلامي عبد الرحمن النقي، وأثنوا جميعاً على مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، معتبرين أنها مبادرات رائعة وقد كانت هذه المبادرات مفاجأة سعيدة في الحياة الثقافية والمجتمعية، جاءت لتنشيط المجتمع في الإمارات. عنصر مهم وفي بداية المجلس قال الأديب صالح كرامة: إن القراءة مهمة جدا ولا بد أن تتصف بالديمومة فهي تصنع الفكر وتشكل الوعي، والكتاب عنصر مهم جدا في فتح آفاق الإنسان، فلا بد أن تتعاون المؤسسات التعليمية في الإمارات لحث الهمم، وتشجيع الطلبة على البدء بمشوار القراءة كل يبدأ بما يحبه وحسب ميوله، من يحب الشعر يقرأ شعر ومن يحب القصة أو الرواية يتجه لها وهكذا. وشارك صالح كرامة بورقة فلسفية حول القراءة قال فيها: إن القراءة ينبوع متنوع يعود لكي يعطينا من فنه المتأصل فيه، إن أحسنا حساباته المتكررة على أنه جزء فذ حقاً عندما نتقنه عن بقية الفنون الأخرى، ولهذا تأتي القراءة كنوع متكرر يومي أو كسمة يصعد لها الفكر على أنها عادة من نوع فذ وجبار، يصب في الذهن بشكل مباشر وأخاذ، وقد تصبح عادة لا تفارقنا مهما كانت ظروف التنقل ومسيرة اليوم، بكافة تقلباته لتصبح هذه العادة مستكينه معه، نحن نقرأ بأن حقائق الفرح تكمن في مقدار ما نفهمه من معنى عندما نقلب ورقاً بين أيدينا في دفة كتاب قابل للقراءة. وأضاف الشاعر عيضة بن مسعود المنهالي أن الأجيال الحالية لا تعطي اهتماما كبيرا للقراءة لأن معظم وقتهم يذهب إلى التكنولوجيا أو السياحة أو التسوق في المراكز التجارية، وإن مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أثناء معارض الكتب هي مبادرات عظيمة ولها أثرها الكبير في نفوس الطلبة. وذكر أنه ربما توجد شريحة معينة من المثقفين وصلوا لمستوى جيد من القراءة لكن نحن نريد للنشء أن يهتموا بالقراءة وباللغة العربية، نحن بحاجة إلى جيل يفكر ويدرك ويبدع جيل منتج يفتخر به وطنه وأهله، جيل يستطيع أن يقف أمام منبر ويتحدث ويقرأ. متلازمتان قال الإعلامي عبد الرحمن النقي: إن المدرسة والبيت متلازمتان أساسيتان في إنتاج القارئ؛ فالبيوت العربية جميعها متعلمة، والطفل يستجيب لمدرسه أكثر من والده ووالدته، ونتمنى كتوصية من هذا المجلس أن تعود حصة المكتبة المدرسية وحصة التعبير إلى جدول الطلبة المدرسي.