توقع ستيوارت جوليفر الرئيس التنفيذي لمجموعة "إتش.إس.بي.سي" أمس أن تقفز نسبة تسوية المعاملات التجارية الخارجية باليوان الصيني إلى أكثر من 50 في المائة من إجمالي المعاملات التجارية للصين بحلول 2020 بما يزيد على مثلي مستواها الحالي. ووفقا لـ "رويترز"، فقد شهدت الأعوام القليلة الماضية نموا سريعا لبرنامج أطلق في 2009 وبدأ بخمس مدن صينية للتشجيع على تسوية المعاملات الخارجية باليوان بدلا من الدولار. وارتفعت نسبة المعاملات التجارية التي تجري تسويتها باليوان من واحد في المائة في 2010 إلى 22 في المائة خلال العام الماضي، وقال جوليفر خلال منتدى في هونج كونج إن هذا النمو الكبير لم يتأثر بالانخفاض السريع في قيمة اليوان في وقت سابق هذا العام بما يظهر الحاجة الحقيقية لاستخدام اليوان في تسوية التعاملات التجارية والذي تدعمه الثقة بالعوامل الأساسية للاقتصاد والاستقرار النسبي للعملة. ونزل اليوان 2.4 في المائة أمام الدولار في 2014 واستمر هذا الضعف حتى وقت سابق هذا الشهر حين ساهم ما تردد عن تدخل البنك المركزي الصيني في استعادة العملة بعض قوتها، ويتوقع جوليفر أن يكون اليوان بديلا فعالا للعملة الأمريكية على أن يصبح في النهاية عملة رئيسة للاحتياطات النقدية بجانب الدولار واليورو. وبعد زيادة الإقبال على اليوان في العام الماضي تتجه العملة الصينية للارتقاء إلى مصاف العملات الرئيسة مع وصول أحجام التداول إلى مستويات أقرب إلى اليورو والجنيه الاسترليني والدولار الأسترالي والفرنك السويسري من نظيراتها في الأسواق الناشئة. وزاد تداول اليوان في الأسواق الخارجية نحو 350 في المائة على منصات تومسون رويترز للتداول في 2014، ولا تزال بكين تفرض قيودا مشددة على تحويل العملة الصينية الي عملات أخرى. وقالت منصة إي.بي.إس المنافسة - وهي المنصة الرئيسة لتداول الدولار والين واليورو - إن اليوان أنهى تعاملات العام الماضي بأداء وضعه بين أكبر خمس عملات متداول عليها. يأتي ذلك مقارنة بالمرتبة التاسعة التي سجلها اليوان في أحدث دراسة أجراها بنك التسويات الدولية عن تدفقات العملات العالمية من عام 2013 ومركزه السابع في تصنيف شبكة المدفوعات العالمية (سويفت) ومقرها بلجيكا للعملات الأكثر استخداما في المعاملات التجارية. وزاد الإقبال على العملة الصينية بفعل النمو السريع في مراكز تداول اليوان التي أسستها بكين في الخارج من سيدني إلى كندا، ولا تذكر أي من منصات التداول الكبرى تفاصيل عن أحجام تداول كل عملة لكن رويترز وإي.بي.إس هما أكبر المنصات المتعددة العملات. ويقول متعاملون في لندن إن الشركات الأوروبية ما زالت تتبنى نهجا مزدوجا في تجارتها مع الصين، وأوضح لي مكداربي الرئيس التنفيذي لقسم مبيعات العملة الأجنبية للشركات البريطانية لدى بنك نومورا في لندن، أن معظم المستوردين البريطانيين من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي يتعامل معها ما زالوا يدفعون للموردين مستحقاتهم بالدولار بسعر صرف متفق عليه لقيمة الصفقات باليوان. وذكر متعامل في مصرف ياباني كبير يتعامل معه عدد من أكبر الشركات في أوروبا، أن معظم العملاء يقومون حاليا بتسوية معاملاتهم باليوان في هونج كونج، ويتوقع "دويتشه بنك" ثاني أكبر المتعاملين في العملة في العالم ومحور السوق في أوروبا نموا قويا في أحجام التداول بدعم من زيادة مراكز المقاصة بالخارج وضخ المزيد من الاستثمارات المقومة باليوان في 2015 متنبئا بإمكانية تحويل العملة بحرية كاملة في عام 2020.