يثير الصراع في اليمن مخاطر بامتداده إلى خطوط الملاحة البحرية المزدحمة التي تمر بالبلد الواقع جنوب شبه الجزيرة العربية، وهو ما قد يعرقل مرور السفن في مضيق باب المندب الضيق الذي تعبره حوالي أربعة ملايين برميل يوميا من النفط إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا. وقال جيه بيتر فام من مجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث أميركي، إن "انهيار اليمن كواقع سياسي وصعود نفوذ الحوثيين سيمكن إيران من توسيع وجودها في جانبي باب المندب وفي خليج عدن وفي البحر الأحمر.. وهناك أعداد من سفن البحرية الإيرانية بالفعل تبحر بشكل منتظم في هذه المياه". ولليمن سواحل تمتد بطول 1900 كيلومتر على خليج عدن والبحر الأحمر. ويقول محللون إن قوات الحوثيين في حد ذاتها ليست لديها القدرات البحرية أو الرغبة في استهداف باب المندب، بينما يحذرون من النفوذ الإيراني. وقال فام الذي يقدم المشورة أيضا لحكومة الولايات المتحدة وحكومات أوروبية وأفريقية، "إذا تمكن الإيرانيون من الوصول إلى قاعدة فعلية في ميناء أو آخر تحت سيطرة الحوثيين... فإن ميزان القوة في هذا الجزء من المنطقة سيتغير بشكل كبير". وقال إذا زاد التوتر في مياه المنطقة أو فرض نظام صارم للتفتيش فمن البديهي أن تكون هناك تداعيات على الملاحة البحرية في باب المندب، ربما تنشئ نقطة اختناق حقيقية. وكانت المنطقة شهدت حوادث خطف متعددة لسفن تجارية من جانب عصابات قراصنة صوماليين في الأعوام القليلة الماضية، ثم انحسرت بسبب وجود قوات بحرية دولية بما في ذلك قوات من الولايات المتحدة وإيران. وتقول مصادر في قطاعي الشحن البحري والتأمين، إن تعطل الملاحة البحرية سيرفع التكاليف. وقالت شركة كبرى للتأمين على السفن "إذا تعرضت سفينة للهجوم أو أصيبت بأضرار فإن ذلك سيؤدي إلى رد فعل فوري للسوق. لا أحد في الوقت الحاضر يريد أن يكون أول من يفعل أي شيء. لكن الجميع يراقبون هذا لحظة بلحظة". وأي إغلاق لباب المندب سيؤدي بدوره إلى إغلاق قناة السويس وخط أنابيب سوميد الذي يصل إلى البحر المتوسط وينقل إمدادات من النفط إلى جنوب أوروبا. وقالت ناتاشا بويدن محللة الشحن البحري في شركة "أم أل أف أند كو"، "إذا أدى تصعيد للصراع إلى إغلاق مضيق باب المندب فإن الناقلات من الخليج لن يكون بمقدورها الوصول إلى قناة السويس وخط أنابيب سوميد، وستحول مسارها للإبحار حول الطرف الجنوبي من أفريقيا وهي رحلة تستمر أربعين يوما على الأقل". وقالت شركات للسفن إن اليمن يعتبر بالفعل منطقة مخاطر أعلى من سورياوالعراق.