حقّق معرض «أيام التصميم دبي»، أهدافاً عدّة من الدورة الرابعة التي اختتمت قبل أيام، أهمها استضافة دور عرض جديدة ومن دول مختلفة، ونشر ثقافة التصاميم المعاصرة والحديثة، وجذب فئة جديدة من الجمهور، تعتبر هذه التصاميم أساسية وليست من الكماليات. واللافت في هذه الدورة، كثرة الأعمال التركيبية والمنحوتات الضخمة، والعروض التفاعلية وورش العمل والحوارات. لكن يبقى العائق الوحيد من بين هذه الأعمال والمعجبين بها، أنها ليست في متناول الجميع. وحقق المعرض رقماً قياسياً في عدد الزوار الوافدين اذ تجاوز ١٣.٥٠٠ زائر، واستضاف ١٥٠ مصمماً وقدّم أكثر من ٧٨٠ قطعة من إبداع ٤٤ عارضاً من ٢٠ دولة، لتقديم أعمال فنية وتصاميم حديثة ومعاصرة رفيعة المستوى. ويعتبر «أيام التصميم» المعرض الأكثر تنوعاً لجهة تقديمه الأعمال التركيبية والمنحوتات الضخمة والمذهلة (يصل ارتفاع بعضها إلى أربعة أمتار)، والتصاميم يدوية الصنع محدودة الإصدار، معروضة إلى جانب بعضها البعض بتناسق تام ليكون المعرض بمثابة تجربة مثيرة لزواره. وكشف خلال الدورة عن سلسلة مكونة من ١٠ منحوتات ضخمة أبدعها المصمم الكندي أندرياس فون زادورا جيرلوف خصيصاً لدبي، والتي كانت إحدى أبرز القطع التي تضمنتها قائمة محتويات المعرض الطويلة. ويشتهر المصمم بعمله في الحرفة القديمة لفنون النقش. وشكّلت أعمال مصمم الغرافيك الهولندي الشهير إم. سي. إيشر مصدر الإلهام لابتكار هذه المنحوتات الرائعة. وشهد المعرض مشاركة قوية لمنظمات التصميم العالمية الرائدة، بما في ذلك «تايبيه- عاصمة التصميم العالمي ٢٠١٦» (تايوان)، و«أسبوع التصميم في بكين» (الصين)، مما يدل على الاهتمام المتزايد باجتذاب جمهور عالمي من خلال معرض «أيام التصميم دبي». التصميم الضوئي يستمر التركيز على أهمية الضوء ليكون موضوعاً رئيساً في عالم التصميم، فقُدّم عمل أبدعه «كومنبليس استوديو» (هولندا) وقدمته «فيكتور هنت ديزاين أرت ديلر» (بروكسيل)، يجسد الشكل والإحساس بالسحابة عبر استخدام ثمانية وعشرين مصباحاً معلّقاً في الفضاء، حيث تنعكس الصور المتحركة على سطوحها الداخلية. كما عرض العديد من القطع التي تستخدم الضوء كوسيلة للتعبير، حيث قدّمت علامة التصميم «زومتوبل» (النمسا) ثلاثة روائع فنية لأبرز المصممين أمثال: زها حديد، هاني راشد، وأولافور إلياسون، كما عرضت «بريتسيوسا» (براغ)، أعمالاً فنية أنتجت بالتعاون مع مصمم الزجاج العالمي رينيه روبيتسك باستخدام مزيج من الحرف اليدوية التقليدية والرائدة. وعن مشاركتها في المعرض، تقول المصممة الإماراتية الجود لوتاه: «تعتبر نسخة هذا العام الأقوى حتى الآن. وبالنسبة لي إنها منصة كبيرة ومهمة. لا يمكنني إنكار الفائدة التي حققتها من خلال مشاركتي في المعرض للمرة الأولى بصفة مصممة مستقلة، اذ تعرّفت على العديد من العاملين في هذا القطّاع، وبعت بعض القطع، والتقيت بصالات عرض عدّة، وأبحث حالياً عن فرص تعاونٍ مستقبليّة جديدة». في المقابل، احتفى المعرض بالمصممة اللبنانية ندى دبس، التي ساهمت في صياغة وتجديد مشهد التصميم الإقليمي، اذ يشهد العام ٢٠١٥ الذكرى السنوية العاشرة لانطلاق مسيرة دبس الاحترافية، وتعرّف الجمهور على مساهمتها في مجال التصميم من خلال تقديم مشهد يسرد إبداعاتها الأيقونية، كما كشف النقاب عن قطعة جديدة لها تجسّد تطلعات المصممة وأهدافها خلال العقد القادم من عملها. وباعتبار التصميم عملية رصد تجريبية، يأتي «مشروع بوزا» كأحد الفعاليات البارزة للمعرض، وهو تحية لثقافة الصيد بالصقور الإماراتية، اذ قدّمت صالة عرض «كروان» (بيروت)، مجاثم الصقور الفاخرة من إبداع المصمم الإيطالي ماسيمو فايون ضمن عرض حيّ ومباشر. واستضاف المعرض عرضاً حيّاً للمصمم العراقي- الهولندي هوزان زنكنه بعنوان «سفره هفت سين»، طرح فيه موضوع فن ترتيب مائدة الطعام كأحد الطقوس المتّبعة في الاحتفال بالسنة الفارسية الجديدة (النوروز). وأتاح المعرض الفرصة أمام الزوار للمشاركة في فعاليات برنامجه العام الموسّع والتي تضمنت ١٣ ورشة عمل عمليّة، وتسعة حوارات مع نخبة من خبراء التصميم. حظي المشاركون بالبرنامج بفرصة اختبار ومناقشة عمليات ونظريات واتجاهات التصميم مع مصممين من الإمارات العربية المتحدة وإيطاليا والمغرب وتايوان وغيرها.