وسط هذا الكم الكبير من الغثاء الفضائي الذي تتحفنا بها مئات القنوات العربية صباح مساء التي سيضيق بها الفضاء قريبا. وسط هذه الأكوام والأرتال الفضائية، نبحث عن ذي قيمة فنزداد غرقا في الغثاء! تتطور الدنيا وتتطور سبل العيش، ويتطور الإسفاف في الفضاء العربي، ويزداد انتشارا ويزداد ربحية، فيتابعه الكثير وأولهم من ينتقده ومن يتذمر من مستوى الانحطاط المتسارع الذي وصل إليه الإسفاف الفضائي! يهرب المشاهد من مكررات الفن إلى دماء الأخبار، فيزداد كآبة، فيجدد الهروب من كذب برامج المسابقات ليشبع فضوله ببرامج "الواقع" ليبحث في تفاصيل حياة الناس! يبدو أن المشاهد يحب "الواقعية" أكثر من المشاهد "التمثيلية"، لكنه وقع ضحية "تمثيل الواقعية" في برامج الواقع التي أصبحت أكثر من الهم على القلب! بين أكوام برامج الواقع لا تجد برنامجا يهدف إلى غير الربح المادي والنجومية لأبطاله، إلا برنامج شبابي جميل هو "ليش لا"، لأن أبطاله نجوم قبل البرنامج ولهم جمهور كبير، ولأن حلقات البرنامج تكشف جانبا إنسانيا راقيا يظهر في كثير من الأمنيات التي يسعى أبطال البرنامج إلى تحقيقها، وتقدمها كرسالة هادفة في قالب كوميدي ممتع. انتهى الموسم الأول لبرنامج "ليش لا" بعدما ترك أثرا واضحا، وعاد بالموسم الثاني ليواصل تحقيق قائمة الأمنيات، فكانت البداية بحملة لإعادة بناء راديو نساء غزة، وعمرة عن شهيد، والقائمة طويلة. وسيحققها الشباب "لو باقي بعمرهم يوم".