×
محافظة مكة المكرمة

«المقاولين» تنشئ قاعدة بيانات بعد مغادرة 130 ألفًا من القطاع

صورة الخبر

هذه المرة الثانية التي أتشرف بلقاء نخبة ممتازة من المثقفين في النادي الأدبي والثقافي في محافظة الأحساء، محافظة النخل والثقافة. في المرة الأولى تحدثت عن شيء من تاريخ مجلس الشورى السعودي وحاضره. وفي مساء الأربعاء 27/5/1436ه الموافق 18/3/2015م تحدثت عن: البعد الثقافي في حياة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. سرني كما سررت في المرة الماضية بالحضور المتميز من مسؤولين ومثقفين. وكان وكيل محافظة الأحساء الأستاذ: خالد البراك ورئيس النادي الدكتور ظافر الشهري والدكتور خالد الجريان نائب رئيس النادي والدكتور يوسف الجبر: رئيس لجنة المحامين بالغرفة التجارية شعلة من الكرم والتماهي مع موضوع المحاضرة. من الأمثلة الساطعة على اهتمامه بالثقافة المتنوعة ما تحقق بتوجيهه المباشر لدارة الملك عبدالعزيز من إنجازات في مجال جمع وتصنيف وحفظ أربعة ملايين وثيقة، وثلاثة آلاف مخطوطة محلية، وخمسة آلاف تسجيل شفهي، وعدد من الاتفاقات العلمية الثنائية مع المراكز البحثية المماثلة وكان لابد من تحديد المعنى المقصود من مفردة: الثقافة الواردة في العنوان، لأن نقاشات دارت وتدور حول المعنى الاصطلاحي. وكان لابد مرة ثانية من تبيين معنى المفردة التي أضحت علامة في حياة الملك سلمان منذ شبابه المبكر. وقد اخترت المعنى الاصطلاحي الوارد في قاموس وبستر الأمريكي لكلمة ثقافة لقربها من الواقع المعاش في حياة الملك سلمان. ومن خلال اتصالي بوسط المثقفين السعوديين وغير السعوديين وجدت تطلعًا موسومًا بأمل كبير أن تشهد المملكة مشروعاً ثقافيًا يحمل اسم: مشروع الملك سلمان لتطوير الثقافة. وفي المحاضرة قلت ليس مستبعدًا أبدًا أن تتبنى وزارة الثقافة والإعلام في المملكة تنفيذ مثل هذا المشروع على أرض الواقع، ذلك أن إرهاصات تدور في جهات الاختصاص المتعددة في الحكومة السعودية.  ومما شد انتباه الحضور ذكري للمكتبة المنزلية للملك سلمان، التي هي خير شاهد على اهتمامه بالجانب الثقافي. تحتوي مكتبة الملك سلمان على 60 ألف مجلد تغطي 18 ألف عنوان متنوع يشمل مختلف حقول المعرفة وميادين الثقافة، وهي أكبر مكتبة خاصة يملكها ملك في العصر الحديث، ومن أكثر المكتبات الخاصة في المملكة، وهي مفهرسة حسب نظام "ديوي"، ويقوم عليها متخصصون يقدمون له ما يحتاج من خدمات مكتبية أو بحثية، وكان الملك سلمان على اطلاع واسع على المجلات الثقافية منذ سن الشباب، وشغفه بفرع من فروع الثقافة وهو التاريخ يفوق سائر الفروع، خاصة التاريخ السعودي وأنساب القبائل في جزيرة العرب، وأنساب سكان الحواضر في السعودية. أما القراءة عند الملك سلمان فهي ليست للمتعة أو التزود المعرفي الآني فقط، بل هي تشكل برنامجاً دائماً مفتوحاً على مختلف حقول المعرفة، إلى جانب أنه اهتم بالتراث العربي والإسلامي، مضيفاً أن للملك سلمان وقفات تاريخية ذات بعد ثقافي في المحيط العربي منها قيمة: الوحدة السياسية السعودية، مشيراً إلى أن الملك سلمان اقترح إنشاء قصر تراثي ثقافي يحاكي نمط العمارة النجدية التقليدية، وتمثل هذا في قصر طويق الثقافي والتراثي، وأسس ويرأس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، وواحة الملك سلمان للعلوم، ومركز الملك سلمان الاجتماعي، وجائزة الملك سلمان لأبحاث الإعاقة وكرسي الملك سلمان للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية، وكرسي الملك سلمان لدراسات تاريخ مكة المكرمة، وكرسي الملك سلمان لإعداد المحتسب. وكلها ذات منطلقات ثقافية لا تخفى. إن رصداً ببليوجرافياً لمواد كُتبت عن الملك سلمان يشي بنزوعه نحو الثقافة في أوسع معانيها، فقد بلغت تلك المواد 1148 مادة علمية وثقافية تغطي حقبة زمنية حتى عام 2011، فضلا عن أنه محب للقراءة والاطلاع واقتناء الكتب حتى اليوم على الرغم من مشاغله. كما أنه من أكثر الملوك في العالم المعاصر التصاقاً بالمثقفين سعوديين وغير سعوديين، فكان يدعوهم ويحتفي بهم ويحاورهم فيما يطرحون ويناقشهم فيما يكتبون، ولديه شغف بالصحافة ودقته المهنية العالية فيها. وكان يُطلق على نفسه رئيس تحرير ما بعد النشر. ومن الأمثلة الساطعة على اهتمامه بالثقافة المتنوعة ما تحقق بتوجيهه المباشر لدارة الملك عبدالعزيز من إنجازات في مجال جمع وتصنيف وحفظ أربعة ملايين وثيقة، وثلاثة آلاف مخطوطة محلية، وخمسة آلاف تسجيل شفهي، وعدد من الاتفاقات العلمية الثنائية مع المراكز البحثية المماثلة، وعدد من العضويات مع الجمعيات العربية والعالمية ذات الصلة، ما جعلها محل ثقة في الأوساط العلمية داخل المملكة وخارجها. وختمت المحاضرة أنني متفائل ببروز تنوع ثقافي غني ومتعدد الجوانب في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، يحفظه الله.