رحبت أوساط برلمانية عراقية بتأكيد المملكة العربية السعودية على استمرار دعمها للعراق في حربه ضد الإرهاب، ومواصلة مشاركتها في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تلقى اتصالا هاتفيا مساء أول من أمس من دولة رئيس الوزراء في الجمهورية العراقية حيدر العبادي. وجرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى بحث تطورات الأوضاع إقليميا ودوليا. فيما أكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أن المملكة جادة في افتتاح سفارتها في بغداد، وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره النيوزيلندي موري ماكولي في مبنى الوزارة أمس، "المملكة لديها الرغبة الجادة في افتتاح سفارتها في بغداد ولمسنا ذلك خلال لقاءات مع المسؤولين السعوديين، ومن جانبنا هيأنا البناية الخاصة واطلع عليها الوفد السعودي الذي زار بغداد أخيرا، وموعد الافتتاح يتعلق بإنجاز بعض الأمور الفنية حسبما أخبرنا به الأشقاء في المملكة". وذكر بيان أصدره المكتب الإعلامي للعبادي أن المملكة وجهت دعوة للعبادي لزيارة الرياض، مؤكدة أنها تهتم لأمن العراق. وأضاف البيان الذي تناقلته وسائل إعلام عراقية أن الملك سلمان أعرب عن "رغبة المملكة في فتح آفاق التعاون مع العراق" مشيرا إلى، أن "المملكة تهتم بأمن العراق وسيادته موجها دعوة لرئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي لزيارة المملكة". وفي ضوء الدعوة السعودية أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، النائب عن الكتلة الوطنية حسن شويرد، أهمية التحرك العراقي على دول الجوار العربي لتفعيل الجهد الإقليمي لمحاربة الإرهاب. وقال لـ"الوطن"، إن "الدعوة السعودية جاءت في الوقت المناسب لا سيما أن العراق يخوض الحرب ضد تنظيم "داعش" في المدن الخاضعة لسيطرته، ومن الضروري بيان حاجة العراق إلى التحالف الدولي، لتطهير بقية المدن من العناصر الإرهابية"، معربا عن اعتقاده بأن زيارة العبادي المرتقبة إلى الرياض "ستسفر عن نتائج إيجابية تخدم المصالح المشتركة، وتسهم في تسريع افتتاح سفارة المملكة في بغداد". ودعا النائب عن تحالف القوى العراقية طلال الزوبعي الحكومة العراقية، إلى تفعيل التعاون الأمني بين العراق والسعودية لأن المملكة تمتلك من الخبرة والتجربة الطويلة في القضاء على الإرهاب. وقال لـ"الوطن"، "أعلنت المملكة حرصها على دعم العراق في حربه ضد الإرهاب، ولغرض تفعيل هذا الموقف لا بد من عقد اتفاقات أمنية مشتركة بين البلدين لتعزيز التعاون فيما يتعلق بضبط الحدود وتبادل المعلومات، كي يتحقق الاستقرار الأمني في المنطقة بالكامل". أما النائب عن التحالف الكردستاني محسن السعدون، فأعرب عن اعتقاده بأن تطوير العلاقات الثنائية مع المملكة ستنعكس بشكل إيجابي على الواقع السياسي والأمني في العراق. وقال لـ"الوطن"، إن المرحلة السابقة شهدت تقاطعات مع دول الجوار العراقي وتحديدا مع السعودية وبات من الضروري في ظل الظروف الراهنة أن يحصل مزيد من التقارب، وهو بلا شك سينعكس بصورة إيجابية على مجمل الأوضاع في العراق، خصوصا السياسية والأمنية ويضمن حفظ أمن المنطقة". يذكر أنه بعد تشكيل الحكومة العراقية برئاسة العبادي أعلنت المملكة دعمها للعراق في المجالات كافة، وزار الرياض الرئيس العراقي فؤاد معصوم، فضلا عن رئيس البرلمان سليم عبدالله الجبوري، فيما وصل إلى بغداد وفد سعودي لاختيار موقع سفارة المملكة في بغداد في خطوة وصفت بأنها تأتي في إطار حرص البلدين على تطوير العلاقات المشتركة، بعد أن أصابها الفتور في زمن الحكومة السابقة برئاسة نوري المالكي.