نظمت باكستان لأول مرة منذ سبع سنوات عرضا بمناسبة يوم الجمهورية في استعراض رمزي للقوة في الحرب ضد حركة طالبان بعد شهور من هجوم شنه متشددون على مدرسة وأسفر عن مقتل 132 تلميذا. ونظم العرض الذي أطلقت فيه 31 طلقة مدفعية كتحية وسط إجراءات أمنية مشددة، وأغلقت شبكات الهواتف المحمولة كإجراء احترازي لاحباط أي هجوم يمكن أن يشنه المتشددون الذين كثيرا ما استخدموا إشارات الهواتف المحمولة لتفجير قنابل. ولم ينظم أي عرض منذ عام 2008 بعد تصعيد الصراع العسكري مع حركة طالبان الباكستانية. وقام الجيش الباكستاني بإجراء عروض عسكرية في المدن الكبرى بما فيها العاصمة إسلام آباد، شاركت فيها القوات الجوية والبرية البحرية وحضره الرئيس الباكستاني ممنون حسين ورئيس الوزراء نواز شريف وقادة القوات البرية والبحرية والجوية، حيث تم عرض مختلف أنواع الأسلحة بما فيها الصواريخ والطائرات الحربية التي صنعت محليا. وكان الجيش الباكستاني قد قرر إقامة العرض العسكري بعد انقطاع دام نحو 7 سنوات كخطوة لإبراز قوته على الإرهابيين وإذلالهم رداً على الهجوم الإرهابي الذي شنته حركة طالبان على المدرسة العسكرية بمدينة بشاور في ديسمبر الماضي، الذي راح ضحيته العشرات من أبناء العسكريين. حيث جدد قائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف عزم القوات المسلحة على تطهير الأراضي الباكستانية من كافة أنواع وفصائل المليشيات الطالبانية والأخرى الجماعات الإرهابية التي تسعى لزعزعة أمن واستقرار البلاد، وظل العرض ملغى للسنوات الماضية بسبب الظروف الأمنية التي مرت بها باكستان. وبهذه المناسبة صرح الرئيس الباكستاني ممنون حسين، بأن بلاده عازمة على قلع الإرهاب من جذوره، مؤكداً بأن باكستان ترغب في حل جميع قضايا الخلاف العالقة بينها وبين دول الجوار عن طريق الحوار. مقتل 80 إرهابياً وإصابة نحو 100 في غارة استهدفت المناطق القبلية وأصدر رئيس الوزراء نواز شريف الذي حضر العرض بيانا حذر فيه من خطر يتمثل في عناصر مناهضة للدولة عازمة على تدمير البلاد. وقال في البيان "باكستان عازمة على تنفيذ تعهدها لآبائها المؤسسين بأنها ستحمي الوطن". وبعث استعراض القوة هذا أيضا برسالة إلى الهند، وكان البلدان اللذان يملكان قدرة نووية خاضا ثلاث حروب منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947 ولا يزال انعدام الثقة عنصرا وراء صراعات في أجزاء مختلفة في المنطقة بينها أفغانستان. وتوترت العلاقات بين الهند وباكستان في أعقاب هجمات شهدتها مومباي عام 2008 وتتهم الهند فيها متشددين مقيمين في باكستان ولم تتحسن العلاقات بشكل كامل بعد، وتندلع أعمال عنف من وقت لآخر بين البلدين بسبب نزاع بشأن كشمير. وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في تغريدة "كتبت للسيد رئيس وزراء باكستان نواز شريف أنقل إليه تحياتي.. قناعتي الثابتة أن كل القضايا العالقة يمكن حلها عن طريق الحوار الثنائي وفي أجواء بعيدة عن الإرهاب والعنف". ويحيي يوم باكستان ذكرى 23 مارس عام 1940 عندما طالبت الرابطة الإسلامية بتأسيس دول منفصلة لحماية المسلمين في الهند التي كانت آنذاك مستعمرة بريطانية. من ناحية أخرى، لقي ما لا يقل عن 80 إرهابيا مصرعهم فيما أصيب أكثر من 100 آخرين بجروح في عملية عسكرية شنتها القوات المسلحة الباكستانية في مقاطعة خيبر القبلية الواقعة قرب الحدود الأفغانية. وأفادت الأنباء الواردة من المنطقة بأن المروحيات الباكستانية قامت باستهداف 5 مراكز رئيسية تابعة لحركة "لشكر إسلام" وهي جماعة منشقة عن حركة طالبان، مما أدى إلى مصرع 80 إرهابيا وتدمير المراكز الخمسة. وتأتي العمليات العسكرية ضمن العمليات العسكرية التي يجريها الجيش في مقاطعتي وزيرستان الشمالية وخيبر القبليتين بهدف تطهيرها من المليشيات الطالبانية والتنظيمات الإرهابية الأخرى.