×
محافظة مكة المكرمة

«الآسيوي» يشكر الاتحاد على نجاح مهرجان البراعم

صورة الخبر

تناقلت وسائل الإعلام في الأيام القليلة الماضية أكثر من موضوع حيال مبتعثينا في الخارج ضمن برنامج الملك عبدالله - يرحمه الله - للابتعاث الخارجي. ومنها موضوع ترقية البعثة لمرحلة أعلى. وللأمانة هذا شيء ليس ذا أهمية كبيرة لأن المبتعث ذهب أصلا لغرض محدد. وهو التحصيل العلمي لشهادة معينة ومن ثم الرجوع لخدمة الوطن. وكذلك وحسبما نسمع أن فرص الترقية ليست متاحة للكل على أية حال. فلهذا من الأفضل إلغاء ترقية البعثة إلا لتخصصات نادرة ويحتاجها سوق العمل السعودي. والشيء الآخر الذي تم تداوله هو خبر إمكانية إيقاف الابتعاث. وهذا ما يهمنا في المقام الأول. في البداية وبعيدا عن كل ما يدور ويقال عن برنامج الابتعاث, إلا أن الواقع يحتم أن يستمر هذا البرنامج بصورة دائمة حتى ولو بأعداد أقل. فهو خطوة جيدة بدأ المجتمع يلمس تأثيرها ويجني ثمارها. وأصبح كل من ينتسب لهذا البرنامج - الذي يعتبر أضخم خطوة لدفع عجلة العلم و المعرفة في تاريخ العالم - ليس طالب علم فقط , بل أصبح سفيرا لبلاده عكس أفضل الصور عن الوطن والمجتمع. ومع برنامج الابتعاث ووصول عشرات الآلاف من المبتعثين والمبتعثات إلى بلاد كثيرة, كان من الواضح أهمية تحديد ما هو مطلوب من المبتعث. وهي أشياء بسيطة. فكل ما عليه هو التحصيل العلمي والمحافظة على دينه وعاداته وتقاليده والبعد عن كل بؤرة فساد هدفها المساس بسمعة هذا الوطن. وفي المقابل هناك أمور مطلوبة من ملحقياتنا الثقافية المنتشرة حول العالم للقيام بمهامها حول العناية بالطالب. وأنا هنا لا أتكلم عن الأشياء الملموسة والمحسوسة مثل التأمين الطبي أو دفع فواتير الدراسة أو غير ذلك. لأن هذه أمور محسوم أمرها وموضوع لها بنود وقوانين. ولكن ما أتكلم عنه هو الأشياء التي تطرأ داخل بلد الابتعاث مثل حدوث تقلبات جوية أو أعاصير أو فلتان أمني في بعض المدن التي يتواجد بها الكثير من المبتعثين والمبتعثات من المملكة. ورغم علمنا - والحمد لله - بجهود ملحقياتنا الثقافية في مثل هذه الحالات, إلا أن هناك أمورا غير محسوسة. ففي الآونة الأخيرة بدأنا نسمع عن أن الطالب المبتعث - ولسبب لا أعرفه - أصبح تحت ضغط نفسي ورهبة زائدة من ملحقياتنا الثقافية مع أن كل من في ملحقياتنا يبذل جهودا مضاعفة في التعامل مع أي ظرف يحدث للطالب. ودائما ملحقياتنا تبذل الكثير من الجهد لحل أي معضلة سواء أكانت دراسية أو طبية أو حتى قانونية. ولكن في الوقت الحالي الكثير من المبتعثين يحسون - لسبب لا أعرفه - بأنهم تحت ضغوط نفسية غير مبررة. ولا أعرف هل السبب يعود إلى أسلوب القليل من منسوبي ملحقياتنا الثقافية في طريقة التعامل مع المبتعث التي فيها نوع من نبرة التهديد ؟ أم أن السبب يعود لكون المبتعث غير متأكد من قدرته على إيجاد وظيفة بعد رجوعه. كاتب ومحلل سياسي