×
محافظة المنطقة الشرقية

ثقافي / سياحة بيشة تفتتح برامجها بمحاضرة "الدين النصيحة"

صورة الخبر

أشك أن يجد أحد خلال الفترة الحالية مقعدا على طائرة متجهة "لدبي أو الدوحة أو الكويت أو جدة" إلا بشق الأنفس أو إلغاء لمسافر، والإجازة الدراسية الحالية رغم قصرها فهي لا تتجاوز عشرة أيام مع العطلة الأسبوعية، السياحة أصبحت "مطلبا وأساسا" لدى الكثير، ولا شك بهذا، فنمو حركة السفر السنوية، والنمو الغير متوقف، لدرجة أن يتحمل الكثير ديون لكي يسافر للسياحة والاستمتاع والتغيير، خاصة الأسرة أو الفرد المنفرد، أرقام كبيرة تنفق الآن على السياحة الخارجية، وهذا لا يعني أن أطالب لماذا يسافرون أو استغرب ذلك أبدا، فالأسباني والأمريكي والفرنسي والسويسري والإنجليزي يذهب خارج بلادة للسياحة، فلا يبقى ببلادة، فطبيعة البشر هي "التغيير" وكسر الروتين، والذهاب لأماكن غير معتاد عليها وكل لغرضه يسافر، من يبحث عن أجواء، أو طبيعية أو تسوق أو علاج وغيره الكثير من الأسباب، وأجدها فرصة لكي نختلط ونمتزج مع شعوب مختلفة لكي نتعايش ونتقبل الاختلاف حتى بطبيعة الحياة العادية، على أنماط جديدة، وليت كل سائح لا يقلد أو يماثل الآخر، ويعمل على صنع وتخطيط سفره بنفسه ويجرب التغيير كل مرة، فليس كل من سافر إلى مكان حتى وإن كان مميزا سيناسبك، بل ابحث عن الملائم لك واعمل على كسر ما تعتاده كل يوم بسفرك ولا تكرره. اللافت هنا هي "دبي" خاصة؛ فالسفر لها أصبح لنسبة كبيرة كأساس مهم، لأغراض "تسوق- الخدمات- وسياحة بحرية وغيرها" لكن لماذا دبي نذهب لها بهذا الزخم العالي والكبير حتى وإن كانت يومين الإجازة أو أكثر قليلا، وطوال العام حتى خلال الإجازة الأسبوعية، ما تتميز به دبي يجب أن يكون محل نظر ودراسة وتمعن لدينا، وسيقول الكثير لديها ما لديها ولا يناسبنا ككل مرة تردد هذه العبارة، وأعود للقول إن العائلة السعودية وحتى الأفراد يبحثون عن سياحة مريحة بخدمات متوافرة من المطار للفندق للمطاعم للمولات للتنقلات، وبنظام واحترام كبير وأمن عال وخصوصيات محترمة جدا لا يمكن أن تمس أو يقترب منك أحد بها، ناهيك عن من يأتي للاستثمار أو العقار أو للعمل أو غيره، ولكن تركيزي على السياحة والزخم العالي الذي تحظى به دبي، الخدمات والتنظيم والانضباطية والتسهيلات العالية تدعم قوة دبي كمركز سياحي مهم وجاذب كما هي هونغ كونغ كأقرب مثال لها. السياحة والاجتذاب لأي منطقة لا يكفي بالطقس وليس المعيار الأهم بذلك، فحين لا تتوفر الخدمات بشموليتها والخصوصيات والاحترام لها، والحماية للسائح بقوة النظام والتنظيم المحكم، والتطوير المستمر للخدمات والاستجابة لحاجات السياحة، وتوفير كل العناية والتسهيلات، لكي تكون أكثر جذبا، والابتكار المستمر للاجتذاب فهو أساس مهم، نجاح دبي ليس صعب الفهم أو التفسير، هي قواعد وتنظيمات وتشريعات يلتزم بها، والنجاح سيكون حليفه في النهاية، بل قد يفوقه حين يكون يملك ميزة الطقس الجيد رغم أنه ليس كل شيء.