اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، أن طهران لم تقدّم «تنازلات» تتيح إبرام اتفاق يطوي ملفها النووي، لكنه رأى «احتمالاً» للتوصل إلى تسوية. في غضون ذلك، توجّه وزير الشؤون الاستخباراتية الإسرائيلي يوفال شتاينتز إلى فرنسا لمناقشة «سبل تجنّب التوصل إلى اتفاق سيء مليء بثغرات، أو على الأقل النجاح في إلغاء بعض هذه الثغرات أو تعديلها». شتاينتز الذي يرافقه مستشار الأمن القومي الإسرائيلي جوزف كوهين، قال إن باريس «ساعدتنا كثيراً» بعدما دفعت في اتجاه تجميد طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، في اتفاق جنيف الموقت الذي أبرمته مع الدول الست المعنية بملفها النووي عام 2013. وأضاف: «الولايات المتحدة هي افضل صديق لنا والأكثر صدقية، ولكن عندما يكون الأمن القومي الإسرائيلي في خطر، وممكن التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يتـــيح لإيران إنتاج سلاح نووي يهددنا، ليس لـــدينا حــق في التـــزام الصـــمت، ولو كان الثمن بعض التــوتـــرات». ورجّــح أن يـــجري محادثات «مع مسؤولين أوروبيين آخرين». وكان أوباما أعرب عن تفهمه وجود «شكوك جدية في إسرائيل في شكل عام حول إيران»، وقال لموقع «هافنغتون بوست»: «أدلت إيران بتصريحات دنيئة ومعادية للسامية وحول تدمير إسرائيل. لهذا السبب تحديداً، قلت حتى قبل أن أصبح رئيساً، إن إيران يجب ألا تملك سلاحاً نووياً». لكنه اعتبر أن فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في الانتخابات النيابية لن يكون له «تأثير كبير» في نتيجة المفاوضات مع طهران. وقال إن «ما سيؤثر في إمكان توصلنا إلى اتفاق، هو في شكل أولي أن تكون إيران جاهزة لأن تبرهن للعالم أنها لا تطوّر سلاحاً نووياً»، متسائلاً: «هل يمكننا التحقّق من ذلك، في شكل دقيق ودائم»؟ وزاد: «بصراحة، إن (الإيرانيين) لم يقوموا حتى الآن بتنازلات أعتقد بأنها ستكون ضرورية للتوصل إلى اتفاق نهائي. ولكنهم تحرّكوا، ولذلك هناك احتمال» لإبرام اتفاق. وكان البيت الأبيض أعلن أن أوباما ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند أكدا في اتصال هاتفي عزمهما على التوصل إلى اتفاق يبدد قلق المجتمع الدولي في شكل «تام وقابل للتحقق»، مضيفاً انهما شددا على وجوب اتخاذ طهران تدابير لـ «تسوية العديد من المشكلات المتبقية». في لندن، أطلع وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظراءه البريطاني فيليب هاموند والفرنسي لوران فابيوس والألماني فرانك فالتر شتاينماير والأوروبية فيديريكا موغيريني، على نتائج محادثاته مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في مدينة لوزان السويسرية الأسبوع الماضي. ووَرَدَ في بيان أصدره المجتمعون تلاه هاموند: «سنتابع العمل معاً في إطار من الوحدة، للتوصل إلى نتيجة إيجابية». وأضاف: «نحن متفقون على تحقّق تقدم كبير في شأن نقاط أساسية، ولكن ما زالت هناك قضايا مهمة لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق في شأنها. آن الأوان لأن تتخذ إيران في شكل خاص قرارات صعبة». وتابع: «أي حلّ يجب أن يكون شاملاً ودائماً ويمكن التحقق منه. لا يمكن لأي من دولنا إبرام اتفاق لا يلبّي هذه الشروط». وقال هاموند إن الوزراء اتفقوا على «أننا لن نتوصل إلى اتفاق سيء لا يفي بخطوطنا الحمر». وأوردت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية أن «الخلاف الأساسي الأكبر هو بين الولايات المتحدة التي اقترحت رفعاً تدريجياً لعقوبات الأمم المتحدة، وفرنسا التي لا ترغب في تقديم اكثر من تخفيف رمزي للعقوبات التي فُرضت في العقد الأخير». ورأى مصدر قريب من المفاوضات أن «الأميركيين مستعدون لاتفاق بعيد من الأهداف التي حُددت في البداية»، مستدركاً أنهم يحتاجون إلى فرنسا لجعل الاتفاق «مقبولاً بدرجة اكبر لدى الذين لا يرغبون فيه». على صعيد آخر، توفيت السيدة فاطمة حسيني خامنئي (89 سنة)، شقيقة المرشد، في مستشفى في طهران، فيما شُيِّعت سكينة بيوندي، والدة الرئيس الإيراني حسن روحاني.