اعتبر الرئيس السوداني عمر البشير، أمس قرار المحكمة الجنائية الدولية، وقف تحقيقاتها حول الجرائم المرتكبة بإقليم دارفور دليلاً على فشلها و»استسلامها» لإرادة الشعب السوداني. وجدد مطالبة البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور «يوناميد» بمغادرة البلاد، متحدياً معارضيه الذين تحالفوا مع المتمردين بمواجهته في ميادين القتال. وقال البشير المطلوب لدى المحكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية في دارفور، في لهجة تحدِّ خلال مخاطبته حشداً من المزارعين في الخرطوم أمس، إن «اتهامات المحكمة كانت محاولة للتركيع والذل، لكن الآن رفعت يديها واستسلمت». ورأى البشير أن «فشل المحكمة ليس لأن الحكومة رفضت التعاون معها بل لأن الشعب السوداني هو من رفض ذلك»، مجدداً اتهامه المحكمة بأنها «مسيسة وأداة استعمارية موجهة ضد الأفارقة». وتابع: «لم ولن نخضع لأحد ولن تجدي محاولات تركيعنا». وكانت المدعية في المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا قالت أمام مجلس الأمن أول من أمس، إنها حفظت تحقيقاً في جرائم حرب في إقليم دارفور بسبب عدم تحرك مجلس الأمن للضغط من أجل اعتقال المتهمين للمثول أمام المحكمة، وقررت تحويل الموارد المخصصة للتحقيق إلى قضايا أخرى ملحة خصوصاً تلك التي اقترب موعد المحاكمة فيها». من جهة أخرى، تطرق البشير إلى وضع البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد). وقال إن «الجيش السوداني ظل يحمي البعثة، وهناك مَن يريد أن تظل موجودة لكن لن يستطيع أحـــد فرض رأيه علينا». وتعهد البشير بجعل البلاد خالية من التمرد. وقال: «مَن يرغب بالسلام أهلاً ومَن لم يرغب سنحسمه في الميدان». واعتبر تحالف المعارضة مع متمردي «الجبهة الثورية» عمالة وارتزاق. وأضاف: «مَن يريد أن يتحالف معهم عليه أن يظل معهم ويقابلنا في جنوب كردفان ودارفور»، مشيراً إلى أن هؤلاء باعوا أنفسهم عندما قاتلوا مع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي إبان ثورة الشعب الليبي ويقاتلون مع جنوب السودان. وأكد البشير أن الحكومة سعت للسلام ولن تفتح ملفاً جديداً ولن توقع اتفاقاً جديداً خلال محادثاتها مع متمردي دارفور «ومَن يرغب فلينضم إلى اتفاق الدوحة لسلام دارفور ومَن لم يرغب فليواجهنا في ميدان القتال». على صعيد آخر، قال مدير جهاز الأمن والاستخبارات السوداني الفريق محمد عطا إن «الخرطوم صبرت كثيراً على دولة الجنوب وهي تأوي المتمردين للانطلاق منها لزعزعة استقرار الأراضي السودانية احتراماً للجوار واتفاق السلام». وتابع: «حان الوقت لملاحقة المتمردين الذين يعتدون على بلادنا في أي مكان».