أتمنى ألا يكون توجيه النقد الإيجابي لها من قبيل "الضرب في الميت" وإن كان هذا ما يشترك فيه الكثيرون في نقدهم لصورة الخطوط السعودية، تلك الصورة التي تسيطر على أدمغتنا وفقا لتجارب عابرة مرت بنا ما يجعلنا لا نرى من الكوب إلا نصفه الفارغ! كل شيء نجعله حجرا نرجم به ناقلنا الوطني تأخر الرحلات، صعوبات توفر الحجوزات لأن "السعودية" هي التي نراها أمامنا وهي الكبيرة التي عليها العشم والأمل دون أن نعذرها بأن الانفجار السكاني غير المحسوب جعل الطلب يفوق العرض في العديد من الخدمات من أسرة مستشفيات ومقاعد تعليم جامعية في عدة تخصصات ووحدات سكنية وتوفر حجوزات الطيران؟! ومما أسهم في تعزيز الصورة السلبية تلك الملاحظات المتعلقة بصالات المطارات من تهالك مستوى مقاعد الانتظار وتزاحم الصالات وأعطال خدمة العفش وضعف التنوع في خيارات السوق المفتوحة فننفخ كل الهواء الساخن بصدورنا في وجه الخطوط السعودية متناسين أن المسؤول عن خدمات المطار هو هيئة الطيران التي نؤمل فيها أن تتلقى سهامنا الطائشة بتحقيق ما ننشده من خدمات تنافس نظيراتها في الخطوط الأخرى! ورغم كل أعباء المعاناة تصدح السعودية مغردة للأمل والفجر وتحقننا بجرعة من الفرح بصالات الفرسان التي تم تغيير خدماتها بشكل جذري بتوفير خدمات الضيافة والترفيه وكراسي الجلوس بمستوى عال متميز كما شرعت بخدمة المسافرين عبر رسائل الجوال بمدهم بمعلومات شفافة ومحدثة عن مواعيد إقلاع رحلاتهم في خدمة راقية وحضارية، وتلوح البشائر قريبا بإطلاق تطبيق متطور على الأجهزة الذكية يتيح إجراء خدمات السفر بالطرق الميسّرة التي تحفظ سرعة الإنجاز واختصار الوقت. أما المفاجأة الكبرى التي وفرتها لنا (السعودية) فهي تحقيقها الترتيب الخامس على مستوى العالم ضمن أبرز شركات الطيران التي حققت أعلى معدلات في انضباط مواعيد الرحلات بنسبة 88% وفقا لتقرير موقع "FlightStats" المتخصص في مجال الطيران ومعلومات المطارات. إذا أردنا ان نحاسب طيران السعودية ونطالبها برفع مستوى الخدمة فيجب ان نطالب بدعمها بما يجعلها تحقق ارباحا تنعكس على مستوى خدمة المسافر.. في ظل ما تعانيه من ضعف الموارد المالية فالرحلات الداخلية التي تمثل 70% من إجمالي رحلاتها اليومية تحقق خسائر تفوق كلفتها التشغيلية ما يجعل معادلة التشغيل خدمية وليست ربحية ولا تغطي رأس مالها! لمراسلة الكاتب: yalmaarek@alriyadh.net