يُعتبر «بيت العروسة» أحد الأركان المحببة، لدى زائرات مهرجان الساحل الشرقي، حيث يتضمن البيت صورة مصغرة للبيت الذي كان يُقام قديما للعروس، متضمنا العديد من الأشكال والتجهيزات التي تحاكي فترات عديدة. في الوقت الذي شاركت فيه الأسر المنتجة في ركن غرفة العروس التراثية. وقالت أم بندر المسؤولة عن ركن غرفة العروسة في الستينيات: إن المشاركة الحالية اختلفت عن العام السابق والتي تم فيها، عرض غرفة العروسة في الخمسينيات الماضية، في الوقت الذي كانت فيه غرف العرائس متقاربة الشكل. وتشمل السرير قديماً والذي يُسمى «أبورمانة» لأن الرؤوس التابعة للسرير على شكل دائري والجدران لابد أن تكون مغطية باللون الأخضر واللون الاحمر بالسقف وتزيين الغرفة بالمرايات السادة والمرايات المنقوشة بطائر الطاووس، وهذه من أساسيات وكماليات غرفة العروسة، وأضافت أم بندر، إنه يُوضع أيضا الدواشق (المطارح) مع مساند مزركشة وملونة على أرضية الغرفة وتختلف الزركشة على حسب مقدورهم في ذلك الوقت. وأوضحت، أن تزيين غرفة العروسة باللون الاخضر يعود إلى اعتقاد موروث كان سائدا في ذلك الوقت، وهو أن اللون الاخضر يدعو إلى التفاؤل والنية الحسنة. وقالت: إن شرشف السرير أو الكرفاية، يجب أن يكون مطرزا بخياطة يدوية ملونة، وقديما كانت تسمى خياطة مدرسة. وكانت العروسة قديما يتم تلبيسها «بشت مقصب» أي مزرع ومزين بالورود، مع تزيينها بالحنة والذهب والديرم (تبيض الأسنان بطرق شعبية). وأوضحت أنه في القديم، كان المميز هو التعاون القائم بين أهالي المنطقة بشكل مستمر، وخاصة وقت مناسبة الزواج، إذ يتم الاعلان قبل الزواج بشهر، وتقوم سيدة متخصصة بتجميع الهدايا التي تزين غرفة العروسة وتتولى مسؤولية تجهيز الغرفة. وبيّنت أن صندوق المبيت، لا تخلو دائما منه غرفة العروس رغم ارتفاع سعره، وهو عبارة عن دولاب لملابس العروسة والذهب والاشياء الثمينة. وكان لابد ان تكون العروسة متزينة بالذهب، الذي كان يُعرف بـ «المرتعشة» وحلق (صباح الخير)، والآن بدأت العادات الموروثة تعود تدريجيا بين أهالي المنطقة. وأشارت إلى أن هناك ارتفاعا عاليا على طلب المنتجات الشعبية، وخاصة على المساند والدواشق وصحون الصب والمرايات التراثية. وأكدت أن كثيرا من الزوار والمسؤولين والوفود الاجنبية، أبدوا اعجابهم بالتراث الشرقي وطريقة تزيين غرفة العروسة وترتيبها.