للبرامج الاجتماعية حضورها المميز في الإذاعات، والقنوات التليفزيونية خلال الفترة الماضية، إلا أن القائمين عليها يخطون خطوات متشابهة إلى حد كبير في استهلاك خطوط قضايا اجتماعية مستهلكة من جميع جوانبها، مثل الخوض في قضايا الزواج، والعنوسة، وغلاء المهور، وارتفاع أجور السكن، وما إلى ذلك من قضايا اجتماعية عامة، بعرضها بصورة مستهلكة، وبأساليب أصبحت حاضرة في أذهان المشاهدين بشكل كبير. غياب الإبداع، مع وجود روتين الإعداد المعتاد منذ أعوام مضت، وكذلك غياب الإشراف المثمر من المنتجين، ورؤساء تحرير هذه البرامج، أدى إلى وجود خلل في الطرح، والعرض المثمر، والمبتكر. كما أن القائمين على هذه البرامج يتجاهلون أهمية التطرق إلى خطوط جديدة، تتعلق بالشباب، وهمومهم، مثل الإقبال على التعليم العالي، والدراسة في الخارج، والسياحة بمفهوم الشباب الجديد، وقضايا أخرى مختلفة، وبخطوط حديثة لم يسبق التطرق إليها أبداً. المشكلة تكمن في عدم قناعة صنَّاع القرار بأفكار الجيل الجديد من الإعلاميين الشباب، متجاهلين الإبداع الفكري لديهم، ما يؤدي إلى صعوبة في التعاون بين الجيلين، وهذا ما أحدث فجوة في المحتوى العربي فعلاً. وفي ظل ركاكة البرامج، وإطروحاتها المتشابهة أصبحت البرامج الاجتماعية غير مجدية أبداً، وأصبحت أوقات عرضها مضيعة للوقت، على الرغم من التطور الملحوظ في التقنيات، والإمكانات البشرية، إلا أن ذلك لم يُحدث فرقاً حقيقياً في المحتوى، علماً بأن أغلب إعلاميي الخليج يحاولون التشبُّه بنجوم الإعلام الأوروبي، والأمريكي ، مثل أوبرا وينفري، والدكتور فيل، ولكن دون عمل حقيقي، فلم يلفت انتباه المشاهد خلال الفترة الماضية إلا عدد قليل من البرامج، أبرزها «خواطر» في مواسمه الأولى، وبرنامج «99» للإعلامي صلاح الغيدان، وبرنامج كلام نواعم، وعدد آخر من البرامج، ولكنها تعتبر قليلة نسبة إلى عدد البرامج الكلي. من المفترض أن تستهدف القنوات، التي تحتضن هذه البرامج، إقامة دورات متخصصة في تحليل المضمون، وإعداد المحتوى المناسب للوقائع الاجتماعية بأسلوب، وطرح جديدين، ومبتكرين، يتناسبان مع التطور الفكري، والإبداعي لجيل الشباب، وبخطوط تلامس وجدان المستهدفين من هذه البرامج للوصول إلى أعلى مستوى من الإفادة منها.