×
محافظة المنطقة الشرقية

منفذا «سلوى» و«الخفجي» يتصدران مشهد زحام المسافرين باكراً

صورة الخبر

القصة القصيرة جنس أدبي منفتح ومرن لا تتخلى عن أساسياتها ولا تقبل الترهل، وتقبل الشعرية اللغوية ومجازاتها وبلاغتها ودقة وصفها، لكن ليس على حساب المعنى، وتأخذ من السينما تقنية الرجوع والاستباق. وهذا ما اعتمد عليه القاص محمد مانع الشهري في كثير من قصصه القصيرة جداً في مجموعته الصادرة عن سلسلة بواكير "7" أدبي أبها عام 2015 من القطع المتوسط وتقع في 203 صفحات، واحتوت على 198 نصا قصصيا. في مقدمة مجموعته "تمهيد" أبرز الكاتب مخاوفه وقلقه من تجربته الأولى على الرغم من نضوج نصوص كثيرة فيها تدل على امتلاكه أدواته ودرايته في فهم خيوط اللعبة وتوظيف الكلمة بشكل مدروس. (تمهيد.. "في هذا الخندق ارتأيت أن أتسلح بقصص قصيرة جداً "ملغمة بهموم قلب لم يفتأ في محاولات يائسة تغيير شيء". أنظر إليها يا هذا ولا تنظر إلى حالي" ص 11) اتبع القاص في أغلب قصصه التكثيف والترميز في فكرته التي رسمها وحدد مسارها لإيصالها بأقل كم ممكن من الكلمات. اتكأ القاص في سرد قصته على الضمير "هو" ليرصد التقاطة حياتية تحصل في كل الأزمنة والأمكنة، وتوظيفها بطريقة ذكية يحفظها القارئ من أول قراءة لتستقر في ذاكرته دون الحاجة لتكرارها ليحفظها، رسم صور ساخرة للإنسان المتسلق كأني به يصوره على شكل نبات اللبلاب كما جاء في قصة: (وصول.. تملق فتسلق فتعلق..فجعلوه متألقاً. ص 72) يقول يوسف إدريس عن القصة القصيرة" إن الهدف الذي أسعى إليه هو أن أكثف في خمس وأربعين كلمة، الكمية القصوى من الإحساس، باستخدام أقل عدد ممكن من الكلمات". وفي قصة إقرار عرّى الشهري بأقل الكلمات صورة الانتهازي وكشف وجهه المتلون ومراميه، وهذا أهم ما يجب أن يتناوله الأدب. "إقرار..في زاويته اليومية أقرّ بالعدل..ولكنه في زوايا جامعته أقرّ بالباطل."(ص157). وفي قصة معادلة لجأ القاص في الصياغة إلى الإيقاع السريع في سرد قصة "معادلة" أثناء سبره لذات الإنسان، وما يفعله المدح و"الأنا" فيه. (معادلة..كلما زادوا في مديحه اتسعت دائرةُ خوائه".ص 177). ودوّن في الغلاف الأخير "كالتواء عصب قُدّ من طرفيه ..كنواة مزروعة في كف شيخ.. كصدغين يحملان ملامح الأنوار..لفائف من آمال..لفائف من قلق."