حمل انخفاض سعر صرف اليورو خبراً جيّداً للسياحة الأوروبية هذا الصيف. فمع انخفاض سعر صرف اليورو أمام الدينار باتت تكلفة الإنفاق السياحي أقل للزائر الكويتي. وشكلت بعض المدن والبلدان الاوروبية وتركيا المحطة الأكثر اقبالا من راغبي السفر، حسب خبراء السياحة والسفر في سوق السفر المحلي، مثل فيينا ولندن وميونيخ، ودول مثل تركيا اسبانيا وفرنسا وألمانيا والنمسا وتركيا والولايات المتحدة. أما المدن والبلدان العربية التي تستقطب عادة شريحة كبيرة من الكويتيين مثل بيروت والقاهرة وشرم الشيخ والغردقة، فكان نصيبها أقل في اهتماماتهم، وربما يعود ذلك الى تشابك الاحداث في دول ما يسمى الربيع العربي، في حين غاب الاهتمام من قبل راغبي السفر عن الدول الاسيوية التي كانت تشكل محطات مهمة للبعض ممن اعتادوا السفر بقصد السياحة والاستجمام أو حتى الاستشفاء، مثل ماليزيا وتايلند واندونيسيا. ووفق خبراء السفر الذين تحدثوا الى «الراي» هناك ثلاث شرائح للمسافرين، الأولى وهي الشريحة التي ليس لها ارتباط بالمدارس سافرت من بداية الصيف، والثانية اختارت السفر قبل العيد بأيام قليلة مستفيدة من انخفاض الاسعار وسهولة حجز تذاكر الطيران وبالتالي الاستفادة من انخفاض السعر مقارنة من قيمة الحجز في فترة ما بعد العيد، في حين اختارت الشريحة الثالثة فترة ما بعد العيد للسفر وقضاء الاجازة خارج الديرة. المدير الاداري في شركة عالم الصالحية للسياحة والسفر أيمن زنداح اعتبر أن لندن كانت أولوية بالنسبة لشريحة كبيرة لراغبي السفر هذا الصيف، تلتها تركيا التي تشاركت مع لندن في حصة الأسد من اجمالي الحجوزات، تلتها بدرجات متقاربة دول اوربية مثل اسبانيا وفرنسا وألمانيا والنمسا واميركا، وجاءت ماليزيا في مستوى أقل، حيث ان تركيا باتت خيارا مفضلا عند الراغبين بالسفر خلال الصيف من ماليزيا، ربما بسبب بُعد المسافة الى هذا البلد مقارنة بتركيا. امام البلاد والمدن العربية فقد كان الطلب عليها أقل مثل بيروت وشرم الشيخ والغردقة وحجوزات أقل على القاهرة مع ان نسبة الحجز اليها تضاعفت هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية، لكن ذلك كله لم يفرض رحلات اضافية. ويلفت زنداح الى أن أميركا وان كانت في مكانة متاخرة في قائمة الدول المستهدفة للسفر هذا العام غير ان الطلب عليها تضاعف هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية، مرجعا ذلك الى أسباب عدة أبرزها تخفيف القيود على السفر الى أميركا، وتسهيلات في منح الفيزا، أضف الى ذلك ان عدد الطلبة الكويتيين الدارسين في الولايات المتحدة زاد هذه السنة عما كان عليه في السنة الماضية، وهو امر دفع كثير من أهالي هؤلاء الطلبة للسفر الى اولادهم الدارسين هناك لقضاء اجازة الصيف عند أولادهم، هذا الى جانب ان هناك من اشترى عقارات في هذا البلد. ويشير الى أن أغلب الحجوزات ركزت على فترة ما بعد عيد الفطر ومن سافر بداية هذا الصيف هم شريحة الأشخاص الذين ليس لديهم ارتباط بالمدارس، وهؤلاء اختاروا الوقت المبكر للسفر ليعودوا قبل حلول عيد الفطر، في حين ان هناك نسبة كبيرة ممن حجز، اختار فترة ما قبل العيد بأيام قليلة ليحصل على أماكن وسعر أفضل على تذاكر السفر. وبالنسبة للاسعار يقول أيمن زنداح انه من الخطا القول ان أسعار التذاكر ترتفع أثناء موسم السفر في الصيف، بينما الحقيقة وهي أن شركات الطيران لديها شرائح في الأسعار التذاكر، فعندما تنتهي الشريحة الارخص وهي التي يتم حجزها مبكرا، تنتقل الى الشريحة الثانية التي يكون سعرها أعلى من الأولى وعندما تنتهي الثانية تنتقل الأسعار الى الشريحة الثالثة الأعلى التي تكون أعلى من الشريحتين الأولى والثانية، وهكذا، من هنا يرى البعض أن الأمر وكأنه زيادة في الاسعار، منوها بان هذا الأمر يتم على مدار العام وليس في فترة الصيف فقط، أي أن عامل الحجز المبكر هو الذي يفيد المسافر من حيث قيمة التذكرة التي يدفعها، مقارنة بسعرها قبل وقت قليل من موعد السفر. ويؤكد أيمن زنداح أن انخفاض أسعار النفط لم ينعكس بشكل كبير على أسعار تذاكر السفر فكان التأثير محدودا، مبينا أن أسعار التذاكر تحسب على أساس سعر الأساس للتذكرة وأسعار الضرائب التي تفرض على شركات الطيران في المطارات، وأسعار الوقود. أما مدير المبيعات في شركة سفريات الوسيط صالح سليم فرأى من جهته أن مدينة فيينا استقطبت الشريحة الأكبر من راغبي السفر هذا الصيف، وتأتي بعدها مدينة لندن، ويتبعها مدن اوروبية أخرى مثل ميونيخ، وتأتي تركيا في الترتيب التالي، أما بالنسبة الى الدول الآسيوية، فهناك غياب شبه كامل بالنسبة الى الحجوزات اليها. ويشير الى أنه إذا كان هناك 50 جروب حجزوا الى اوروبا هناك جروب واحد حجز الى دولة أسيوية، ويضيف ان 60 في المئة من الحجوزات هي لمجموعات، و40 في المئة للأفراد، ويشير الى أن حجوزات ما قبل العيد لا تتجاوز الـ 10 في المئة من مثيلتها في فترة ما بعد العيد. ويؤكد صالح أن أسعار التذاكر هذه السنة أقل بنسبة تتراوح بين 7 - 10 في المئة من السنة الماضية، معزيا ذلك الى انخفاض أسعار النفط. وفيما إذا كان أسعار صرف العملات يلعب دورا في الحجز في الفنادق أو أسعار التذاكر، يقول سليم صالح ان هذا الأمر يلعن دورا محدودا، ويتركز فقط على أسعار التذاكر. المدير العام لمؤسسة الدبوس للسياحة والسفر أكد أن تركيا والدول والمدن الاوروبية استحوذت على اهتمامات الكويتيين الراغبين في السفر للسياحة هذا الصيف، واعتبر أن زخم الحجوزات تراجع في الموسم الحالي مقارنة بما كان عليه قبل سنتين. وأوضح أن تركيا وبعض الدول الاسكندنافية مثل السويد والدنمارك والاماكن الخضراء الواقعة ما بين ألمانيا والنمسا كانت الاكثر اقبالا على الحجوزات، وتأتي بعدها مدن اوروبية اخرى مثل زيوريخ في سويسرا، وميونيخ في ألمانيا ولندن وأمستردام وباريس. ويشير محمد الى تراجع في حجم الاقبال على الحجوزات من خلال مكاتب وشركات السياحة والسفر، لوجود بدائل عبر الانترنت، كما أن شركات الطيران، تعرض أسعارا على تذاكرها أرخص إذا كان الحجز يتم عبر الانترنت، لكنها لا تمنح مكاتب السفر الاسعار ذاتها. وأضاف ان هناك شركات طيران مثل الاماراتية، تعرض خصومات خاصة لعملاء بنوك عند حجز تذاكرها عبر بطاقات الائتمان، والفارق في السعر لصالح هؤلاء يكون أقل بين 15 و20 في المئة. وبالنسبة الى تفاوت الفرق بين حجوزات الجماعية (مجموعات) والفردية يقول خالد محمد إن الحجوزات الجماعية أرخص من الفردية، وفارق السعر قد يصل الى نحو 30 في المئة، لكن مع ذلك فإن نسبة الحجوزات الاجمالية بلغت 30 في المئة من اجمالي الحجوزات التي تمت حتى الآن، ويرجع ذلك على قرب حلو شهر رمضان وعدم انتهاء الموسم الدراسي، مشيرا الى أن أغلب الحجوزات جرت لفترة ما بعد عيد الفطر. وتحدث محمد عن تحديات تواجه مكاتب وشركات السياحة والسفر، أبرزها قيام بعض شركات الطيران بعمل رحلات تشارتر اسبوعيا، ما أثر على الشركات التي تسيّر رحلات منتظمة، وهو أمر ينعكس بدوره على حجم الحجوزات عبر شركات السياحة. ويشير الى تحديات اخرى مثل تأخر المسافرين في الحصول على التأشيرات، ما يفقد هؤلاء وشركات السياحة من الحصول على أسعار تنافسية. وعن تأثير أسعار صرف العمولات على خيارات المصطافين يفيد محمد بأنه رغم انخفاض أسعار اليورو مقابل الديناروهو أمر يفيد المصطافين الكويتيين في مدن ودول اوروبا التي تستخدم هذه العملة، غير أن قيام بعض تلك الدول بزيادة الضرائب على الفنادق، الأمر الذي دفع الاخيرة الى زيادة أسعارها بدلا من تخفيضها لجذب مزيد من النزلاء.