×
محافظة المنطقة الشرقية

العبدالكريم: نعمل على تطوير المنظومة الإدارية والصحية بالمستشفيات

صورة الخبر

تكلم في موضوع الأخطاء الطبية من يعلم ومن لا يعلم وأفتى فيها من امضى عمره في المستشفيات بين المرضى، وافتى فيها كذلك من سمع من فلان ومن فلتان وهو في مهنة ابعد كل البعد عن مجال التطبيب ورعاية المرضى، لكن أليس من حق الجميع ان يتكلم، فالذي وقع عليه الخطأ الطبي منهم او قريب لهم ولذا يكون لهم الحق في إبداء وجهة نظرهم في ما حدث. وهذا لا يضر بل قد يثري النقاش وقد يتم التطرقُ الى امورٍ غفُل عنها العاملون في المجال الطبي، وهذا ما تناسَتهُ الندوات الطبية التي تحدثت عن الأخطاء الطبية فهي مقصورة على الأطباء والعاملين في المجال الصحي، ولا تدع مجالاً للاستماع لوجهة نظر المرضى الذين وقعت عليهم الأخطاء الطبية او أقاربهم. الأخطاء الطبية يا سادة يا كرام تحصل في جميع دول العالم بلا استثناء، لكن تتفاوت النِسبُ في حصولها بين دولة وأخرى ويحاول بعض المسئولين لدينا تمييع الأخطاء الطبية، وذلك بمطالبة الناس التفريق بين الأخطاء الطبية وبين المضاعفات الطبية نتيجة العلاج، لكننا نجد ان كثيرا من المضاعفات الطبية للعلاج قد تحولت الى اخطاء طبية؛ لأن الطبيب لم يلتزم بإجراءات العمل الواجب اتباعها، فتجده لم يحصل على موافقة المريض على العلاج او ان الطبيب لم يقم بشرح الاجراء الطبي للمريض، او قد يكون قد اوكل الشرح الى من لا يجيد الشرح او لأن الطبيب لم يقم بتوضيح الخيارات المتاحة للمريض. او لأن الطبيب لم يبين للمريض حقه في أخذ رأي طبي آخر او لأن الفريق الطبي اهمل في علاج المضاعفات التي قد تحدث من الاجراء الطبي. قبل ان استرسل في النقاش وطرح الحلول دعونا نرَ حجم المشكلة عالمياً ونختر بريطانيا كمثال، أمامي النسخة الورقية من صحيفة الديلي ميرور البريطانية الصادرة في 5 مارس من هذا العام 2015 أي من حوالي اسبوعين. وقد جاء عنوان أحد المقالات بالبنط العريض تخبط مروع في مستشفيات وزارة الصحة البريطانية ولقد جاء في المقال الذي سأختصره لكم أن وزير الصحة البريطاني السيد جيرمي هنت قد صرح بأن مستشفيات وزارة الصحة البريطانية تشهد اسبوعيا ست حوادث مستحيلة الحدوث، وعرف مستحيلة الحدوث بأنها الحوادث التي تحدث بصورة سيئة للغاية، وكان يجب الا تحدث على الاطلاق. ومن الحوادث التي شهدتها المستشفيات البريطانية من نوع مستحيلة الحدوث ان قام جراح ببتر جزء من الانف السليم لمريض والابقاء على انف المريض المصاب بالسرطان بسبب اختلاط العينات في المختبر. والحادثة الثانية هي موت مريض بسبب إعطائه دما غير مطابق لفصيلة دمه. والحادثة الثالثة قيام طبيب الجلدية بإجراء خزعة من الجلد لمريض جاء لإجراء عملية في العين؛ وذلك بسبب ان مرضى العيون ومرضى الامراض الجلدية يجلسون سوياً في غرفة انتظار واحدة. والحالة الرابعة هي قيام جراح باستئصال الخصية السليمة خطأً ورميها في سلة المهملات. هذه نوعية الحوادث المسماة بـ مستحيلة الحدوث ولقد بلغت الحوادث المسماة مستحيلة الحدوث في المستشفيات البريطانية في عام 11/2012 الى 326 حالة، ثم نقصت هذه الحوادث الى 290 حادثة في عام 12/2013 ثم عادت للارتفاع مرة اخرى في عام 13/2014 الى 338 حادثة مستحيلة الحدوث. كاثرين ميرفي الرئيس التنفيذي لرابطة المرضى تقول: ان هذه الحوادث والواضح من مسماها غير مقبولة إطلاقاً، وتشكل خطراً جسيماً على صحة وسلامة المريض، وبينما نتقبل ان بعض الحوادث قد تحدث إلا انه من الأهمية بمكان ان نتعلم من هذه الحوادث لكيلا تتكرر، وهذا تذكير ايضاً لتبيان الحاجة الماسة لتمويل أنظمة الرعاية الصحية التي تضمن اكتشاف أنماط الأخطاء الطبية قبل حدوثها وتعمل على منعها لكيلا تهدد سلامة المريض او يكون تحت الخطر. روجر قووس رئيس منظمة اهتمامات المريض يقول: إذا كان المبدأ هو تقليل الأذى الذي يصيب المرضى فيجب طرد المتسببين في هذه الأحداث الجسيمة، وهذا ما يحدث في المستشفيات الخاصة. اما في المستشفيات الحكومية في بريطانيا فإن هذا ضربٌ من المستحيلات ويختم المقال وزير الصحة البريطاني محذراً: ان 12500 مريض في المستشفيات البريطانية يموتون سنوياً من غير داع بسبب تخبط العاملين الطبيين. أقول: إذا كان هذا العدد يموت في بريطانيا بسبب الأخطاء الطبية وهي البلد المتقدم في الطب فكم يموت في بلادنا؟ وللحديث بقية. استشاري كلى ومتخصص في الإدارة الصحية