×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / سمو سفير خادم الحرمين الشريفين لدى برطانيا يرعى حفل تخريج الدفعة الخامسة من المبتعثين

صورة الخبر

المعلمون ينابيع عطاء وبناء بقلم: مصطفى قطبي لم يكن شوقي ـ رحمه الله ـ مبالغاً في الثناء على المعلّم ـ في قصيدته المشهورة والتي تقطن الذاكرة ولا تغادرها، وبخاصةً في استعماله فعل المقاربة (كاد)، أو في إصباغ صفة الرسول على المعلّم المتفاني في بذله وإخلاصه للنشء والأجيال، (قم للمعلم وفّهِ التبجيلا كاد المعلّم أن يكون رسولا) لأنه حقّاً وصدقاً حامل وصاحب رسالة مقدّسة، في الخير والعلم والنور والبناء والعطاء. المعلّم رسول، وقبله الرسول معلّم، وقبل الاثنين معاً المعلم الأول جلَّ وعلا، الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم...! فمهمّة هذا الكائن البشري، المتميّز خلقاً واستعداداً ومواهب ومؤهلاتٍ وسجايا نبيلة، سامية جليلة! فالتعليم رسالة، والتربية رسالة، والرسالة أمانة، والأمانة مسؤولية جسيمة حِمْلها ثقيل وخطير جداً، عرضها الخالق ـ سبحانه ـ على السموات والأرض والجبال فأبينَ أن يحملنها! وهذا المقال ـ اليوم ـ فرصة ذهبية لي، لأوجّه التحيّة، بل التحيّات الطيّبات العطرات، إلى كلّ معلّم في وطننا الحبيب الصغير والكبير… فيا أيّها الملاّح الماهر في بحرٍ متلاطم الأمواج خطيرها! يا مَنْ يقود جيلاً يتوقف على صلاحه وفلاحه، صلاح وفلاح وسعادة أجيالٍ وشعوبٍ وأمم! إليك أنت أيّها الجندي المجلّي وسط المعمعة في ساحِ النضال، رافعاً دائماً شعار: النصر أو الشهادة. إليكَ أيها الباني بالعرق والدم، صروحاً ضخمة عملاقة شامخة، لَبِناتُها أنفسٌ بشرية توّاقة إلى نور المعرفة والحكمة والسعادة الأبدية! يا صاحب الينبوع الثرِّ المعطاء الجواد دائماً بالعلوم والمعارف والأخلاق، يا من يفيض ولا يغيض أبداً. ياذا الهمّة الأبيّة، التي لا يرضي طموحها إلا بلوغ حياض المجد، فتردها وتنهل من معينها العذب سلسلاً يحيي جَدْبَ الأرواح وموات الأجساد! ماذا أقول فيك، وماذا أكتب عنك ؟!، وكلماتي كليلة عن الوصف والتعبير مهابة وإجلالاً ؟! وكيف لي أن أخوض غمار البحر، وأغوص في أعماقه، إذا كنتُ لا أجيد السباحة والإبحار ؟! الكلام فيكَ وعنك لانهاية له، وحتى لا أطيل، ألوذ بالشعر ليسعفني، فأنا دائماً أجد بُغيتي في رياضه الزاهرة، ولأِنضمَّ إلى الشاعر الذي خاطب المعلّم الغالي: قُلْ للمعلّم، والمقال مُردّدٌ من عهد شوقي: أنتَ الرسول على هُداك شبابُنا يخطو ** فسدِّدها خُطىً مُترامَيهْ مادُمتَ تنسلُ مــن حشاشة جيـلنا ** جيلاً فلسنا أُمّةً مُتلاشيهْ... وأخيراً : فإليكَ في يوم عيدك، وكلُّ الأيام لكَ وبكَ أعياد! أيّها الباني الحقيقي للنفوس والعقول، أقول لا، ولن ننساك أبداً...!