×
محافظة المنطقة الشرقية

مجلس الشؤون السياسية والأمنية يناقش مستجدات وتطورات الأحداث

صورة الخبر

ليس عيبا أن نرى الحقيقة على الأرض، وليس من العقل أن نتقن فن الاستخفاف بعدونا، مع إدراكي صعوبة الحديث أو المقارنة بين حالنا الفلسطيني الداخلي وكيفية صناعة السياسة لدينا وعلاقاتنا الداخلية وكيف نتعامل مع اختلافاتنا مع الوضع الداخلي لعدونا الذي يحتل أرضنا ويستبيح مقدساتنا ولا يعترف بالحد الأدنى من حقوقنا، ولكن هذا العدو يثبت لنا وللمجتمع الدولي أنه متفوق علينا بالرغم من ظلمه وعدوانه في قضايا كثيرة لم تعد خافية على أي مراقب يتمتع بالحد الأدنى من الموضوعية. الكيان الإسرائيلي لكل مدقق لوضعه الداخلي يندهش من حجم الخلافات الداخلية لديهم في كل شيء بين المتدينين والعلمانيين، والخلاف داخل كل منهما وأصبح هناك يمين ووسط ويسار، ويمين الوسط، ويسار اليمين، ولكل نظرية لديهم مؤيدون ومعارضون، وكل مسؤول لديه ملف من الاتهامات المختلفة، ولكن مع كل ذلك وضعوا قانونا يحكم تلك الخلافات وحددوا هدفا عاما لهم جميعا وهو «خدمة دولة إسرائيل وشعب إسرائيل»، ونجحوا في استغلال خلافاتهم واستخدامها لتكون قوة بأيديهم، ولم يسمحوا للخلافات أن تستخدمهم. أما نحن «أصحاب الحق» فراقبوا كل ما يدور حولنا نتحرك في كل الاتجاهات دون خطة أو هدف متفق عليه، كل حزب أو جماعة أو فرد له خطته الخاصة وهدفه الخاص، لا نؤمن بأي وسيلة جامعة، ولا بالقوانين والنظم وحطمنا كل شيء يجمعنا، كل فريق يدعي أنه صاحب الحق المطلق وغيره صاحب الباطل المطلق، لم نعد نملك القدرة على سماع الآخر وأصبحت الفوضى هي سيدة الموقف، فوضى سياسية واقتصادية واجتماعية وحتى الفكرية. لنراقب البرامج الانتخابية للأحزاب الإسرائيلية خلال حملتها الانتخابية وأين التركيز فيها تجد الإجماع على كيفية خدمة شعبهم في النواحي الاقتصادية والاجتماعية وتطوير العمل والنهوض بالأسرة وحل مشاكلها والقضاء على البطالة ونصرة العلم وتحقيق الأمن لكل مواطن، والناحية الأقل اهتماما هو التنظير السياسي والصراخ الفارغ. أما عندنا فالغالبية يتكلمون في السياسة والقضايا العامة الخارجية، وقلما تطرق حزب إلى كيفية تحسين الحياة لشعبنا ووضع الحلول لكل ما نعانيه من أزمات داخلية بل ويفتقد الجميع إلى طرح الحلول لأي شيء. أنا أعرف أن المقارنة صعبة والكلام فيها يطول، وقد يغضب البعض الذين لا يرغبون رؤية الواقع على صعوبته، ولكن كان لابد من كلمة لعل بعضنا يصحو ويلتفت الفرصة لإصلاح حالنا، لأن إخواننا الفلسطينيين في الداخل ضربوا مثلا في وحدتهم وأثبتوا أننا نملك القدرة على التغيير عندما نستشعر بالخطر، وأنه مازال هناك أمل.