حسن القرني العناية الإلهية، وحكمة أعضاء الجمعية العمومية وحدهما اللتان أنقذتا رياضتنا من خطر التجميد المحدق بها، فقد كانت الخروقات القانونية، والإدارية، والمالية كبيرة، خاصة وهي تخنق الصوت الرقابي، والتشريعي للجمعية العمومية. لم يكن ليحلق الاتحاد السعودي لكرة القدم برياضتنا وهو مقصوص جناحَي الرقابة، والتشريع، الأمر الذي جعله أسفل السفح. الاتحاد السعودي لكرة القدم لم يُحسِّن، مع رابطة دوري المحترفين، مداخيل الأندية، ولم يُوقع عقوداً ذات مداخيل ثابتة للمنتخبات السعودية، وترك الفوضى الإدارية في كل مكان بتجاهله التعاقد مع شركات عالمية تطور، وتنظم آليات العمل في الاتحاد. الاتحاد السعودي هو الذي اختلق إشكالات لجنة الاحتراف، وهو الذي ألزم لجنة المسابقات بأخطاء على مستوى الجدولة، والتقديم، والتأجيل، وهو الذي أوعز ضمناً للجان القضائية بكل القرارات بما يخدم أهداف أعضائه، وهو أيضاً الذي جعل لاعبي الأخضر يخسرون نهائي البطولة الخليجية على أرض المملكة، وهو الذي أقال لوبيز، وأحضر كوزمين، وهو الذي طلب من الأخضر أن يخسر من أوزبكستان، ويعود إلى أرض الوطن بخفي حنين. كل ما سبق يريد أعضاء الجمعية العمومية الموقرة أن يقنعونا به كاملاً لنقف ونصفق إعجاباً بفطنتهم، فيما غاب عنهم قرب الوسط الرياضي، ومعرفته بكل التفاصيل. باختصار أعضاء الجمعية العمومية كذبوا باسم الحرص على الوطن، ومن حيث لا يعلمون ضمَّنوا بيانهم نقاط إدانة واضحة، فهم قبل لجنة التقصي ضد لحمة الاتحاد، وبعدها تحريض على مَن قاموا بعملية إنقاذ تاريخية لم يكن ليقوم بها غيرهم. إن محاولة تسويق الوهم على الرياضيين، وغيرهم بدور إيجابي لأعضاء الجمعية العمومية منذ تكليفهم حتى الآن أمر لم يعد ينطلي على أحد، وسيزداد ذلك لأن في الجمعية أناساً يتم توجيههم عن بعد. منذ سقوط بعض أعضاء الجمعية في سباق الانتخابات الشهير، وبعض أعضائها لا يريد خيراً للاتحاد السعودي لكرة القدم، ونفذ أجندة فشلت في الإطاحة برئيس الاتحاد، وأمينه تحديداً لأمرين لا ثالث لهما، الأول قوة، وحكمة، وحنكة أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم، والثاني توافر ثغرات قانونية في جسد اللوائح والقوانين المعنية بتنظيم عمل الجمعية العمومية. ولو بقي الحال على ما هو عليه دون تعديل لن تستطيع طوابير من الجمعيات العمومية، ومَنْ خلفها أن تزحزح الاتحاد السعودي لكرة القدم من مكانه قبل نهاية فترته. إن مكابرة أعضاء الجمعية العمومية البيانية تستحق المثل العامي «غشيم ومتعافي» فقد عرى البيان أفكارهم أمام الرأي العام الرياضي، ومنح الاتحاد قوة أكبر «رب كلمة قالت لصاحبها دعني».