×
محافظة الرياض

اختفاء فتاة من منزل أسرتها بشرق الرياض في ظروف غامضة

صورة الخبر

الأصــــل في العمل التلفزيوني أنه يملك آلياته وضوابطه التي باتت معروفة، بعد قرابة ستين عاماً من البثّ التلفزيوني العربي الذي انطلق مطلع عقد الستينات من القرن العشرين. آليات لها وظائفها وأدوارها، بما فيها من تراتبية تتلاءم مع خصوصية حضور التلفزيون وأهميته في البيوت وبين أفراد العائلة، تزداد وتيرتها مع الانتشار الواسع لهذه الشاشات، ودخولها معظم البيوت، إن لم نقل كلّها. ومن أدنى ثوابت العمل التلفزيوني أن لا ارتجال فيه، بل إن كل كلمة، وكل صورة، محسوبة بميزان متعدّد الوجه، بما يلبي استراتيجية القناة وسياساتها، تماماً في الوقت الذي ينبغي أن يلبي حاجة الجمهور ويكون عامل جذب له، من دون أن يخلّ بميزان ميثاق «شرف» منعقد بين الإعلام والجمهور. وكي لا يُترك «حبل على غارب»، نشأت الهيكليات المعروفة في البنية التلفزيونية. في مصر، أثبتت تجربة الطراز المُستحدث من برامج «الثرثرة»؛ تلك البرامج التي يجلس فيها المذيع أمام الكاميرا، ويمضي في كلام متناثر، أشبه بـ «كلام المقاهي»، أو «مسامرات القعدات» المسائية التي كانت زمان أمام البيوت، أنها آفة حقيقية، لم تجرّ إلا الوقوع في كثير من المطبات، وأثارت غير قليل من المشاكل، بسبب ما تتّسم به من ارتجال، لا بد أن يؤدي إلى سقطات، هي من طبيعة البشر، عندما يُترك لهم مجال الكلام من دون ضابط. وليس من المبالغة القول إن المشاكل التي حدثت خلال السنوات الأخيرة، ووصل بعضها إلى أزمة سياسية، أو شقاق بين الشعب المصري وغيره من الشعوب العربية، كانت على أيدي هذا النوع من البرامج، ونتيجة ارتجال هذا المذيع، أو تلك المذيعة، في تهوّر ما كان له أن يحدث لو التزمت هذه القنوات بأبجديات العمل التلفزيوني، من النواحي المهنية والاحترافية، بوجود رئيس تحرير، ومديره، وفريق إعداد، ونصوص مكتوبة، ومعايير، وتوجيهات، لا ينبغي لمن يطلّ على الشاشة الحياد عنها. يزيد من الطامّة، وهذا حدث غير مرة، أن من يخطئ على هذه الشاشة، ويخلق أزمة، ويتم استبعاده من هذه الشاشة، سرعان ما يُطلّ على شاشة أخرى، منافسة أو موازية، في ما يمكن أن ينتسب إلى فوضى، أقلّ ما يمكن أن يُقال فيها إنها لا تحترم هذا الجمهور، ولا تعطي بالاً لآثار ما حدث نفسياً لدى الجمهور الآخر. نثير هذا الكلام، وقد شاع ما تفوّه به المذيع تامر أمين أخيراً. صحيح أن الجمهور عرف على الدوام عدداً من البرامج التوجيهية والتوعوية، بخاصة المُوجّهة الى الأطفال، وهي في الحقيقة تهمّ شرائح المجتمع كلها؛ برامج (وبعضها كان فقرات تمثيلية) تحضّ على ضرورة تنظيف الأسنان، غسل الأيدي، الالتزام بإشارات المرور، احترام الكبير، والعطف على الصغير... ولكن، هل ينتمي ما قام به أمين إلى هذا النوع من البرامج؟ وعندها، لماذا أثار تلك الموجة من السخط؟ لا جواب لدينا، سوى أنه ارتجال آخر، لم يتقبّله الجمهور.