حذرت منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة من خطر تفشي الحصبة والسعال الديكي وأمراض أخرى في دول غرب افريقيا التي انتشر فيها وباء الايبولا وقالت إنه يتعين مواجهة ذلك بسرعة تكثيف حملات التطعيم المنتظمة. كان وباء الايبولا -الذي أصاب نحو 24 ألف شخص وقتل عشرة آلاف منهم معظمهم في غينيا وليبيريا وسيراليون قد أدى الى تراجع حملات التطعيم في الوقت الذي يركز فيه العاملون في مجال الرعاية الصحية والمنشآت الطبية على مكافحة هذا الوباء. وكانت دراسة نشرها في الاسبوع الماضي باحثون بمدرسة جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة بالولايات المتحدة قد حذرت من ان حالات الحصبة قد تتضاعف تقريبا في الدول الأكثر تضررا من انتشار الايبولا. وأشارت تقديرات الباحثين الى انه في كل شهر تضطرب خلاله الخدمات في مجال الرعاية الصحية يصبح ما يصل الى 20 الف طفل تتراوح اعمارهم بين تسعة أشهر وخمس سنوات عرضة للخطر. وأدى الانشغال بالايبولا أيضا الى اضطراب خدمات اللقاحات المنتظمة للاطفال ضد شلل الأطفال والسل وجرعات اخرى للوقاية من الالتهاب السحائي والالتهاب الرئوي والسعال الديكي والتيتانوس والالتهاب الكبدي الوبائي (ب) والدفتريا. وبعثت منظمة الصحة العالمية بمذكرة تحذير للدول المتضررة تقول فيها "أي توقف لخدمات التطعيم حتى ولو كان لفترة وجيزة... سيزيد من احتمالات انتشار أمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات". وقال جان-ماري أوكو-بيلي مديرة التطعيم بمنظمة الصحة العالمية في بيان صحفي في جنيف إن المنظمة تريد تكثيف التطعيمات وحملات التطعيم الشاملة ضد الحصبة في جميع الاماكن كلما أمكن ذلك. وأضاف ان "الحملات لن تجري إلا في المناطق الخالية من فيروس الايبولا" مؤكدا على ضرورة ان يراعي العاملون في مجال الصحة والعيادات ممن يقومون على التطعيم باللقاحات التمسك بجميع اجراءات المكافحة ضد العدوى. والحصبة مرض فيروسي قتل نحو 146 ألف شخص في العالم عام 2013 معظمهم اطفال دون الخامسة من العمر.