×
محافظة المنطقة الشرقية

إغلاق 52 محلاً لمخالفتها الاشتراطات الصحية بالحدود الشمالية

صورة الخبر

بين الكتاب والتعايش صلة فكر، ونبض روح، وأمل حياة، فلا وجود للقراءة الجادة بمعزل عن العيش الإنساني الكريم، ولا غنى للعيش من غير الكتاب النافع، وفي ضوء هذه الفكرة تتجلّى لنا فكرة شعار معرض الرياض الدولي للكتاب حول هذا المعنى لهذا العام 2015م، وحتماً أن من وضعوا هذا الشعار قد استلهموا قول أبي الطيّب المتنبي: «وخيرُ جليسٍ في الزمان كتابُ»؛ إذ إن المراد من هذا الكلام هو بعض ما كان يرمي إليه القائمون على المعرض لإيصال هذه الفكرة إلى جمهور القراء والمتابعين. فالتعايش المراد به من وراء الكتاب تعايش للفكر، وتعايش للوعي وللروح وللذائقة؛ حيث تصفّي القراءة الجادة القلوب من الهموم، وتسلب من النفوس السأم، وتزرع في الألباب الفكر الواعي النيّر المحارب للجهل والتخلف، والظلام الذي قاد بعض المغرر بهم إلى الضياع والشتات بين حبائل الشياطين الذين أوردوهم المهالك؛ لأن الكتاب جليس صالح لا يشقى به صاحبه، يفتح أسراره لكل متأمل فيه. الكتاب، يجعل المرء في مواجهة حتمية مع الأفكار دون وسيط يلوّن له الأشياء، أو رقيب يملي عليه ما يجب وما لا يجب من قناعات، وفق رغبات ذلك الرقيب. الكتاب، يجعل المرء في غنى عن قرناء السوء، ويأخذ بيد القارئ بعيداً عن تعب الحياة الذي ولّد في النفوس أحاسيس مضطربة ومتضاربة، تبدأ من الضجر وتنتهي به إلى الوقوع في دوامة الانعزالية المريضة التي تفرّغ المرء من محتواه الاجتماعي الأساسي، كون الإنسان اجتماعياً بطبعه. لهذا، كان شعار معرض الرياض الدولي لهذا العام يدور حول فكرتَي: الكتاب والتعايش، وأن الاثنين واحد، وأن كل واحد منهما لا غنى له عن الآخر.