×
محافظة الرياض

بالفيديو والصور : البرد يحطم زجاج السيارات على طريق الرياض السريع وثلج حجم كرة المضرب يتساقط بالدوادمي

صورة الخبر

ظاهرة التفحيط استشرت فلم تعد التوعية تحدُّ منها، ومقاطع «يوتيوب» المفزعة، التي يخر الكبار من بشاعتها لم تقوضها. هذا ليس من قبيل تثبيط الهمم بقدر ما هو لإيجاد حلول أكثر نجاعة، ولو بعد حين. بكل ألم، وحسرة أرى أن جيل المفحطين الحالي من الصعوبة تحييدهم عن هذه الظاهرة من خلال حملات الترهيب منها، فهم أدرى من غيرهم بمآلاتها، ولا حتى العقوبات التي دأبت الجهات المعنية على تطبيقها تقوِّض سلوكهم هذا، لكن هذا الأمر لا يعني أن نتركهم وهم يدقون مسامير نعوشهم بأنفسهم، بل يتعين احتواؤهم، وسبر نوازعهم، واختلاجاتهم، فكثيرون منهم لم يقدموا على ذلك السلوك، وغيره لمجرد التجربة، والفضول، بل لظروف نفسية، واجتماعية زجَّت بهم في تلك السلوكيات. والمفحطون منقسمون فثمة مَنْ لديهم طاقات، وربما إبداعات «كامنة» في مجالات أخرى لم تكتشف، وآخرون يرزحون تحت وطأة علل «مترسِّبة»، وكلا الفريقين أراد تفريغها من حيث يدري، أو لا يدري في آلة الموت. وهم بالمجمل نتاج أسر، ومجتمع لم يعرهم العناية، والاهتمام قبل «امتطاء» مقود القيادة بوقت كافٍ، وأقصد ها هنا الطفولة المبكرة، فسلوك التفحيط ليس سلوكاً فجائياً، بل هو استعداد تراكمي وجد ضالته في التفحيط، أو غيره من سلوكيات منحرفة. مما تقدم، وللحفاظ على النشء المقبل قبل أن يصبحوا مفحطين، لابد من الوقوف على أسباب التفحيط، ومحاولة معالجتها، ومعرفة تجلياتها على الجيل المقبل، الذي نتمنى أن يترك هذا السلوك المفضي إلى الموت، أو الإعاقة. ولمَن يدعون بأن التفحيط هواية، ويجب أن نتبناها من خلال إقامة مضامير خاصة بها، نقول إنها دعوة تضليلية، وتبعدنا عن اقتفاء المعطيات العلاجية، فأي هواية هذه التي تودي بصاحبها إلى الهلاك، يجب أن نفرق بين سباقات الرالي و «التفحيط»، الذي يعتبر لعبة الموت.