قال مسؤول حكومي بدولة عربية في منطقة الخليج يقلقها التقدم الذي أحرزته طهران تجاه التوصل لاتفاق نووي مع القوى العالمية: إن فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات يرجع إلى مخاوف أمنية لدى الإسرائيليين من تنامي نفوذ إيران في المنطقة. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لحساسية الأمر: مع عودة إيران للظهور ثانية كان من المتوقع بشكل كبير أن يفوز نتنياهو. إنه رجل يؤمن بقوة بحماية شعبه، وهذا هو ما تريده إسرائيل الآن. وتعتبر الدول الخليجية العربية إيران الشيعية منافسها الإقليمي الرئيسي، وتخشى أن يؤدي التوصل لاتفاق نووي إلى تمكن طهران من تصنيع سلاح نووي أو يخفف الضغط السياسي عليها مما يمنحها مجالا أكبر لدعم وكلائها في المنطقة العربية الذين تعارضهم الرياض. وتجري إيران والقوى العالمية الست محادثات من أجل التوصل لاتفاق يهدف إلى تهدئة مخاوف القوى الست بأن تستغل طهران عملية التخصيب في برنامجها النووي لتصنيع سلاح نووي. وتنفي إيران ذلك وتريد رفع العقوبات الدولية المفروضة على اقتصادها. وحقق نتنياهو فوزا غاليا في الانتخابات الإسرائيلية اليوم الأربعاء، بعد أن بذل مجهودا كبيرا لاستمالة الناخبين من تيار اليمين في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية شمل نكوثه عن التزامه السابق بالتفاوض على قيام دولة فلسطينية مستقلة. وتحدث سامي الفرج المستشار الأمني الكويتي لدى مجلس التعاون الخليجي عن مخاوف الدول الخليجية العربية. وقال: إنه من ناحية، هناك تشاؤم إزاء سياسات نتنياهو المعلنة بعدم تقسيم القدس وعدم إقامة دولة فلسطينية إلا أنه من الناحية الأخرى هناك شعور في الدول الخليجية العربية بأن بعضا من مواقفه المتشددة قد تهدأ في وقت لاحق خاصة إذا كان هناك تقارب في وجهات النظر في المنطقة بشأن إيران. وتابع أن هناك شعورا بالتقارب بين موقفي الخليج وإسرائيل بشأن كبح نفوذ إيران في المنطقة. وقال: إن المحادثات النووية الإيرانية تخيف بحق الدول الخليجية العربية التي وترها دعم إيران للقوى الشيعية في صراعي العراق وسوريا وتحالفها مع حزب الله اللبناني وحركة الحوثيين في اليمن. وهناك شعور أيضا بأن فوز نتنياهو له أثر سيئ على جهود السلام الإسرائيلية الفلسطينية المتعثرة. وقال الصحفي السعودي والمحلل السياسي خالد المعينا لرويترز عن نتنياهو: إنه رجل دمر غزة، وقال: إنه لن تكون هناك دولة فلسطينية ومن ثم فإن المستقبل لا يحمل في طياته أوقاتا سعيدة. وأضاف أن نتنياهو عازم على التدمير.