تسلم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي دعوة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للمشاركة في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة يومي السبت والأحد 28 و29 مارس الجاري. فيما كشف وزير الصحة والإسكان اليمني، رياض ياسين، عن تأكيد الرئيس هادي خلال استقباله، الاثنين، 10 وزراء في حكومة بحاح، بينهم وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي وثلاثة نواب وزراء، أن الحوار الذي يرعاه المبعوث الدولي جمال بنعمر، جارٍ في صنعاء «غير شرعي وغير مقبول ولا يمكن الاعتراف بنتائجه».. مؤكدًا أن مؤتمر الرياض الذي يجري الترتيب له حاليًا هو الذي سيتم التوافق على نتائجه. وحسب ياسين، فإن الرئيس هادي قال خلال اللقاء «لا يمكن لليمن أن يحكم من قبل التطرف المتمثل بـ”القاعدة” وكذلك التطرف الشيعي المتمثل في جماعة الحوثي لأن هذا مرفوض محليًا وإقليميًا ودوليًا». ومنعت جماعة الحوثي وزير التخطيط والتعاون الدولي، الدكتور محمد الميتمي مغادرة صنعاء، وذلك بعد أقل من 12 ساعة من إعلان الجماعة رفع الإقامة الجبرية عن رئيس حكومة الكفاءات المهندس خالد بحاح وكافة أعضاء حكومته والمسؤولين اليمنيين الذين فرضت عليهم المليشيات الحوثية الإقامة الجبرية منذ سيطرتها على السلطة في اليمن في الـ19 يناير الماضي. واستقبل الرئيس اليمني، أمس الثلاثاء، بالعاصمة الاقتصادية والتجارية عدن، جنوب اليمن، سفير جمهورية مصر العربية لدى اليمن يوسف الشرقاوي، والذي سلم للرئيس هادي رسالة من نظيره المصري، تضمنت دعوته للمشاركة في القمة العربية المنعقد أواخر شهر مارس الجاري.. وحسب بيان للرئاسة اليمنية، فقد أشارت الدعوة إلى أن القمة ستدشن مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات التي تواجه العمل العربي. ورحب الرئيس اليمني بدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، متطلعًا إلى لقائه خلال أعمال القمة. وهنأ هادي مصر قيادة وحكومة وشعبًا بنجاح أعمال المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في شرم الشيخ بمصر مؤخرًا.. مثمنًا دور مصر الدائم الداعم لليمن في مختلف المراحل والمنعطفات وموقفها الإيجابي والمؤيد لليمن وللشرعية الدستورية باعتبار أمن واستقرار اليمن جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر. وقال إن اليمن ومصر يطلان على ممر حيوي هام يربط باب المندب بقناة السويس والأمن القومي للبلدين الذي يعد ضامنًا للنسيج القومي العربي ومواجهًا للتحديات والأطماع الدخيلة. وأضاف الرئيس بأن اليمن ومصر يربطهما تاريخ أخوي وقومي مضمخ بالدماء في سبيل الحرية والانعتاق. واستعرض الرئيس الأزمة اليمنية وتداعياتها حتى وصوله إلى عدن.. مؤكدًا تمسكه بالثوابت الوطنية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني. من جانبه أكد السفير المصري وقوف مصر إلى جانب اليمن ودعمها لشرعية الرئيس. وفي سياق متصل، قال مصدر ملاحي في مطار صنعاء الدولي لـ «المدينة»: إن جماعة الحوثي منعت أمس وزير التخطيط والتعاون الدولي في حكومة خالد بحاح، الدكتور محمد الميتمي، الذي كان ضمن الوزراء التي تفرض عليهم جماعة الحوثي الإقامة الجبرية في منازلهم بصنعاء. وأضاف المصدر: أن الحوثيين أعادوا الميتمي من مطار صنعاء ولم يسمحوا له بمغادرة صنعاء إلى عدن.. مؤكدًا أنه تم مصادرة جوزاه الخاص (الديلوماسي) ومنعه الصعود إلى الطائرة اليمنية التي كانت متجهة إلى عدن. وعلق القيادي في جماعة الحوثيين، محمد العماد، على منع وزير التخطيط وسحب جوازه الخاص، بالقول: إن رفع الإقامة الجبرية عن رئيس الوزراء وأعضاء حكومته تمت من قبل الجماعة بشرط عدم مغادرتهم إلى خارج اليمن.. مشيرًا إلى أن الجماعة قررت منع وزير التخطيط اليمني وسحب جوازه، خشية من أن يسافر إلى مدينة عدن وبعد ذلك المغادرة إلى خارج اليمن. على صعيد الوضع الميداني في مدينة عدن، جنوب اليمن، التي اتخذها الرئيس هادي بعد كسر حصار جماعة الحوثي على منزله في صنعاء.. قالت مصادر في الرئاسة اليمنية لـ «المدينة»: إن وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، بدأ يمارس عمله بشكل رسمي كوزير للدفاع في حكومة بحاح التي كانت قدمت استقالتها للرئيس هادي في يناير الماضي، إلا أن الرئيس هادي أكد في وقت سابق أن كل الإجراءات التي اتخذت منذ سقوط صنعاء بيد الحوثيين غير شرعية، مطالبًا الوزراء بممارسة عملهم وإدارة وزارتهم من العاصمة السياسية المؤقتة عدن. وأضافت المصادر: أن وزير الدفاع الصبيحي زار، الاثنين، معسكر بدر الذي يتواجد في المطار العسكري القديم في منطقة العريش بخور مكسر بعدن، والمكلف بحماية المطار المدني، وألقى كلمة أمام ضباط وجنود المعسكر حثّهم فيها على «الانضباط والتحلي بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم، خصوصًا في ظل ما تعيشه البلاد من تحديات في مختلف الاتجاهات».