قال لـ"الاقتصادية" الباحث الفلكي الدكتور خالد بن صالح الزعاق، إن أمس الثلاثاء أول موسم الحميمين، وسمي بذلك نسبة إلى حمو جوف الأرض وحمو وجه السماء، فهو موسم يرضع من ثدي الصيف نهارا ويرتمي بحضن الشتاء ليلا ولهذا قال العامة، (في الحميمين يذكون الثور أول الصبح ويسلخونه بالظل أول النهار)، مبينا أن هذا المثل يعني الثور على جسامته يهلكه برد الليل ويذكونه الفجر ويسلخونه في الظل أول الصبح من شدة حرارة الشمس، ولهذا قال العامة، (يا ربنا يا رحيم أكفنا برد الحميمين)، ويسمى برده ببرد العجوز نسبة إلى عجوز تمارس الكهانة وتنبأت بعودة الشتاء فعاد كما تنبأت به، فسمى عليها ويقال نسبة إلى العجز وهو الأخير أي البرد الذي يأتي في عجز الشتاء أي آخره. وأضاف الزعاق أنه تتزامن بدايته مع أمطار "السماك" وهي الأمطار التي لا تنبت شيئا لكنها تطيل فترة اخضرار الربيع وتهيأ الأرض لربيع الصيف وهو أهم من مطر الشتاء ولهذا قال العامة، (يا الله بصيفية نرعى بها حوليه.. ولا شتوية نرعى بها شتوية)، مشيرا إلى أن مطره مخلوط بقصف الرعد ووميض البرق الخلب الذي يرى من مكان بعيد ومشوب بحبات البرد، وهو الموسم المخيف لزراع القمح، لتزامنه مع موسم الحصاد السنوي. وذكر أن عدد أيامه ستة وعشرين يوما مقسمة على نوءين هما "سعد الأخبية"، و"المقدم"، هذا عند أهل الأنواء وعند العامة حميم الأول وحميم الثاني ففي الأول يحموا باطن الأرض وفي الثاني يحموا وجه السماء، منوها إلى أن موسم "الحميمين" آخر مواسم فصل الشتاء، وبانتهائه ينخلع الشتاء بجميع مواسمه، وهو موسم تساوي الليل مع النهار، فيتساوى الليل والنهار في أوله، ثم يأخذ النهار بالزيادة؛ لأن الشمس تنطلق باتجاه الشمال استعدادا لموسم الصيف الفعلي الحار.