×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / محافظ الأحساء يلتقي أعضاء اللجنة المنظمة لملتقى الإعلام الإلكتروني

صورة الخبر

الزلفي ألماسة نقية تبرق في خد نجد، وجوهرة بسقت فوق رمال الثويرات الناعمة، وخزامة عاطرة تنشر عبق السبلة من الرياض للقصيم، والماء ليس هو فقط من يسيل في وديان مرخ وسمنان، فأصالة رجالات الزلفي تنحدر من مطلاتها لتفيض على بلادنا كلها بالرجولة وكرم الفعال، ومن يبحث في جدران دولتنا الممتدة سيجد في كل جدار لبنة مرصوصة وضعها رجال الزلفي الأكابر، فهم رقم صعب في مشهد البيت السعودي الشامخ. أكتب هذه الأسطر وأنا أشعر بالزهو على منجز إنساني يشع من شرق الزلفي، فاليوم يولد مركز الفوزان للتأهيل الشامل للمعاقين على امتداد مساحة تصل إلى عشرين ألف متر مربع، ويقدم خدمات نوعية مهمة لشديدي الإعاقة كالشلل الرباعي وضمور الأطراف والإعاقة المزدوجة، ويساعد غير القادرين على التعليم الخاص والتأهيل المهني على عيش حياتهم، ويقدم خدمات اجتماعية ونفسية على مستوى يليق بالمعاق. الرجلان الصالحان عبداللطيف ومحمد أبناء أحمد الفوزان يقدمان لنا نموذجاً ملهماً في العمل الخيري، فهما يقدمان مشاريع حقيقية ذات نفع عميق لمستفيد ضاقت خيارات حلوله، فليست المشاريع المقدمة هي مشاريع شو ليقولا نحن هنا، فالأربعون مليون ريال التي دفعت في المشروع بحثت عن منطقة احتياج لشريحة تنتظر الفرج، والمستفيدون من خدمات الإيواء والتأهيل سيكونون من الزلفي والمناطق المجاورة لها، ومن يتتبع إنفاق هذين الرجلين المباركين سيجد أنهما يبحثان عن خدمة نوعية للمكان الأكثر احتياجاً، وهما هنا يقدمان رسالة عملية لرجل الأعمال الوفي لبلده. الفأل الكبير يملأ صدورنا بالرجل الذي اختاره الملك سلمان لوزارة الشؤون الاجتماعية، والمسؤولية النازلة على أكتاف الدكتور ماجد القصبي كبيرة، ونتطلع لمبادرات خلاقة تنقل العمل الخيري في السعودية من حالته إلى واقع يليق بنا، وأمنياتنا أن يتجاوز أداء الوزارة وضعية الطيران الآلي بعقلية تسيير العمل إلى نقلة حقيقية تغير آلية الإنتاج والتفاعل والتلقي في المشهد الخيري، وطموحنا أن ينتقل العمل الخيري من القطاع الحكومي العام إلى مؤسسات النفع العام، وأن يكون دور الوزارة إدخال المواطن في إنتاجية القطاع الثالث، والإبداع في خلق البيئة الجاذبة، والتقنين المحفز الحاضن لهذا القطاع، وأن تكون نقطة المحاسبة المجتمعية مع الوزارة هي رأس المال الاجتماعي، لنجد وزارة تجذب ومواطناً يتفاعل وتاجراً ينفق. الجميل وغير المستغرب في هذه المناسبة هو رعاية السفير الأول للمعاقين في السعودية الأمير سلطان بن سلمان، فهو ليس رائد فضاء عربيا مميزا وحسب، بل رائداً إنسانياً مشرقاً في مجال العمل الإنساني مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وبكل صدق أقول : «لن ينسى لك السعوديون وقفتك مع معاقيهم».