احدث رئيس الحكومة اليونانية مفاجأة الثلاثاء عندما اعلن عزمه على القيام بزيارة ثانية لموسكو في نيسان/ابريل المقبل، ليتزامن قراره مع تعثر محادثاته مع الاتحاد الاوروبي. وقال مصدر حكومي يوناني الثلاثاء ان رئيس الحكومة الكسيس تسيبراس سيزور الكرملين في الثامن من نيسان/ابريل تلبية لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومعلوم ان تسيبراس سيزور موسكو في التاسع من ايار/مايو للمشاركة في احتفالات الذكرى السبعين للانتصار على المانيا النازية. وربطت صحيفة تا نيا اليونانية الاكثر توزيعا، بين اعلان امر هذه الزيارة والصعوبات الكبيرة التي تنتظر اثينا في حال لم يتم التوصل الى اتفاق خلال الايام القليلة المقبلة للحصول على قروض موعودة من دائنيها مقابل اصلاحات لا بد من ان تقوم بها. ونقلت صحف يونانية اخرى ان تسيبراس يمكن ان يطلب من موسكو استثناء المنتجات اليونانية من الحظر الذي فرضته روسيا على المنتجات الزراعية الاوروبية، في ما فسره الاعلام على انه رد جميل لمعارضة اليونان داخل الاتحاد الاوروبي لتشديد العقوبات على روسيا بسبب الازمة الاوكرانية. كما اعلنت اليونان زيارة لموسكو من الثلاثاء الى الجمعة لنائب وزير الدفاع كوستاس ايسيخوس لتعزيز العلاقات بين البلدين اللذين يجمعهما تاريخ مشترك طويل بحسب ما جاء في بيان عن وزارة الدفاع اليونانية. كما وقعت غرفة التجارة في تيسالونيكي بروتوكول اتفاق مع غرفة التجارة اليونانية الروسية لتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية. هل يمكن ان تؤدي هذه الاتصالات الى امكان ارتماء اليونان في احضان روسيا في حال لم يتم التوصل الى اتفاق مع الاتحاد الاوروبي؟ ففي الحادي عشر من شباط/فبراير الماضي خلال زيارة لوزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس لموسكو قال نظيره الروسي سيرغي لافروف في حال توجهت الحكومة اليونانية الينا لاسباب مالية فان طلبها سيدرس. الا ان المحلل اريك نلسن قال قد تدغدغ الفكرة روسيا حاليا، الا ان المعروف ان موسكو لا تعيش في بحبوحة هذه الايام. وهذا الغزل مع موسكو دفع الولايات المتحدة الى التشديد على الاهمية الجيواستراتيجية لليونان الواقعة على ابواب اوروبا، وحض الاتحاد الاوروبي على ضرورة التوصل الى اتفاق مع اثينا. ومن المتوقع ان يلتقي تسيبراس مساء الثلاثاء في اثينا فيكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون اوروبا واوراسيا. كما يزور تسيبراس برلين الاثنين المقبل للمرة الاولى للتباحث مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بشأن الازمة في اليونان. وعلى هامش قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي الخميس والجمعة في بروكسل، يمكن ان يلتقي تسيبراس ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس المفوضية الاوروبية جان كلود جونكر ورئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي. وقال رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز الثلاثاء انه يعتقد بامكان الوصول الى اتفاق مع اليونان هذا الاسبوع واكد ان الاتحاد الاوروبي لا يعد نفسه لاحتمال خروج اليونان من الاتحاد الاوروبي. وعلقت وسائل الاعلام اليونانية بكثافة مساء الثلاثاء على تصريحات رئيس اليورو غروب يورون ديسلبلوم التي قال فيها ان بلدا يعاني من مشاكل ليس مجبرا بالضرورة على الخروج من منطقة اليورو. وتابع تذكروا ما حصل في قبرص التي فرضت بين ليلة وضحاها عام 2013 رقابة قاسية على الرساميل لتجنب خروجها من البلاد، معتبرا ان كل السيناريوات ممكنة. ورد المتحدث باسم الحكومة اليونانية غابريال ساكيلاريديس بقوة على ديسلبلوم داعيا اياه الى الاكتفاء بدوره المؤسساتي. في هذا الوقت تتواصل المحادثات التقنية عبر الهاتف بين خبراء اليوروغروب التي تتزامن مع شبه نفاد السيولة في اليونان وعدم اقتناع الاتحاد الاوروبي حتى الان بمشاريع الاصلاح التي قدمتها اثينا والتي يفترض ان تتيح للاتحاد الاوروبي دفع 7،2 مليارات يورو من القروض لليونان في اطار برنامج المساعدة. بموازاة ذلك، تتكلم اثينا عن اتفاق غامض بين يونكر وتسيبراس حول خطة خاصة بملياري يوريو لعام 2015 الهدف منها مواجهة الازمة الانسانية والبطالة وتحريك عجلة الاقتصاد في اليونان. واكدت اليونان ان محادثات في هذا الاطار جرت الثلاثاء في بروكسل.