يَجب عَلى الإنسان أَنْ يَكون مؤمنًا بقدرَاته، وَاثِقًا مِنها، بحَيث يَتعرَّف عَلى مَواهبه، ثم يَشتغل عَليها ويُطوّرها، وبَعد ذَلك يُقدِّم مَا لَديه بكُل ثِقَة..! إنَّ تَقليل الإنسَان مِن نَفسه، قَد يَمنعه مِن فرص كَتَبَها الله لَه، فرص تَنتظره، ولكن هو لَم يَنتَبه إليهَا، أو لَم يُقدرها حَق تَقديرها.. وحتَّى يَكون الكَلَام وَاقعيًّا؛ دَعونا نَستشهد بقصّة نَجَاح أشهَر كِتَاب -بَعد الكُتب السَّمَاويّة- وأعنِي بِهِ كِتَاب: «كَيف تَكسب الأصدقَاء؛ وتُؤثِّر في النَّاس»، لمُؤلِّفه «ديل كارنيجي»، حَيثُ يَقول عَنه مُترجم الكِتَاب الأُستاذ الأَديب «عبدالمنعم الزيادي»: (لقَد وَضع «ديل كارنيجي» هَذا الكِتَاب -أوّلًا وقَبل كُلّ شَيء- ليَكون مَرجعًا عَمليًّا لطَلبة مَعهده للعلَاقَات الإنسَانيّة، ثُمَّ غَامر بعَرضه للبيع، مُؤملًا أنْ يُباع مِنه عَلى أحسَن الفرُوض؛ ثَلاثون أَلف نُسخَة، فإذَا الكِتَاب يُعاد طَبعه باللُّغَة الإنجليزيّة سِتًا وخَمسين مَرَّة، في مَدَى 12 عَامًا، ويَربو مَا بِيع مِنه عَلى ثَلاثة مَلايين نُسْخَة، ويَصفه النُّقّاد الأمريكيّون بأنَّه أَوسَع الكُتب الجديّة انتشَارًا في التَّاريخ، باستثنَاء الكُتب السَّماويّة)..! في اعتقَادي مَا كَان يَنبغي للمُؤلِّف؛ ولَا للمُترجم أنْ يَنْدَهِشَا، لأنَّ النَّاس تَبحث عَن الأجمَل والأَكمَل، والأَفعَل والأَعدَل والأَمثَل، لذَلك هي مَأسورة بعنوَان يَحثّها عَلى تَطوير ذَاتها، وتَعديل أَدوَاتها، فالنَّاس تَبحث عَن كَسْب الأصدقَاء، وطَريقة التَّأثير فِيهم..! لقَد تَحوَّل الكِتَاب –وأعنِي بِه «كَيف تَكسب الأصدقَاء»- مِن كرّاسة كُتبت لطُلَّاب مَعهد في أمريكَا، إلَى أنْ تَكون كرّاسة عَالميّة تُعلّمنا كَيف نُؤثِّر في الأصدقَاء؟ وكَيف نَكسب قلُوبهم؟ والنَّاس هُم أَهلنا وأحبَابنَا، وأبنَاؤنا وأصدقَاؤنا وزملاؤنَا..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ أُؤكِّد أنَّني ذَكرتُ القصّة هُنَا، لَيس مِن بَاب الاستعرَاض، وإنَّما للتَّأكيد عَلَى قُدرَات الإنسَان الكَامِنَة، فمُؤلِّف الكِتَاب ومُترجمه؛ لَم يَتوقَّعا لكِتَابهما هَذا النَّجَاح، ولَكنَّهما قَدَّما أفضَل مَا عِندَهما، فمَنحهما النَّاس أصدَق مَا لَديهم؛ مِن عَواطِف وإحسَاس. تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com