صرَّح وزير «الخارجية» الأميركي جون كيري، بأنَّ بلاده «ستضطر للتفاوض» مع الرئيس السوري بشار الأسد بشأن إجراء محادثات سلام لإنهاء الصراع الدائر في سورية. وأثار تصريح الوزير كيري الأخير ردود فعل عالمية واسعة، إذ إنَّه لم يكرر مقولته المعتادة بأنَّ «الرئيس السوري فقد الشرعية وعليه أن يترك السلطة»، بعدما حصد الصراع السوري أرواح مئات الآلاف وشرد الملايين بسبب القتال الشرس الذي دخل عامه الخامس. وأصرَّت واشنطن في الماضي على أن يترك الأسد السلطة من خلال التفاوض السياسي، ولكن يبدو الآن أنَّ هذا الموقف تغير قليلاً. وأكد كيري في إشارة إلى مؤتمر نُظم عام 2012 ودعا إلى انتقال سلمي للسلطة عبر التفاوض لإنهاء الصراع «علينا أن نتفاوض في النهاية، كنا دائمًا مستعدين للتفاوض في إطار جنيف 1»، مشيرًا إلى احتمالية فرض «مزيد من الضغط» على الأسد بـ»طرق مختلفة»، لإجباره على المشاركة في المفاوضات لإنهاء الصراع. وقادت الولايات المتحدة جهوداً لتنظيم محادثات السلام تدعمها الأمم المتحدة في جنيف العام الماضي؛ لكنها فشلت عندما انهارت المحادثات بين ممثلي الحكومة والمعارضة بعد جولتين. وأضاف كيري «لدفع نظام الأسد إلى التفاوض يجب أن نوضح له أنَّ هناك إصرارًا من الجميع على السعي إلى هذه النتيجة السياسية وتغيير حساباته بشأن التفاوض»، موضحًا «يجري العمل في هذا الشأن الآن، وأنا مقتنع بأن الضغط سيتزايد على الأسد بجهود حلفائنا وجهود آخرين». من جهة أخرى شنت طائرات سلاح الجو السوري 34 غارةً صباح الأحد، على مناطق دير العصافير وزيدين وجوبر وأطراف مدينة دوما في الغوطة الشرقية ومدينة داريا ومزارع خان الشيح في الغوطة الغربية. وأفادت مصادر طبية في دوما، سقوط 25 قتيلاً و115 جريحًا جراء القصف العنيف الذي تتعرض له المدينة منذ صباح الأحد. وأطلق المكتب الطبي في دوما نداء استغاثة، حيث طالب المسؤوليين في الائتلاف بتقديم المساعدة، كما أوضح مسؤول المكتب الطبي، أنَّ المواطنيين في دوما ليسوا مجرد أرقام لإحصاءات الائتلاف. وفي جوبر، إنهار بناء برج المعلمين، وهو البناء الأعلى والأكبر في المنطقة، جراء إصابته بصاروخ شديد الانفجار. وأكد مصدر في القوات الحكومية، مقتل عشرات المسلحين خلال قصف البرج، كما توعد جيش «الإسلام» برد عنيف على القصف الذي طال مناطق في الغوطة الشرقية. وأطلق جيش «الإسلام» عدة قذائف صاروخية على العاصمة سقطت في حي المالكي قرب السفارة السعودية، ولم تسبب إلا بأضرار مادية، كما سقطت أربع قذائف على ضاحية الأسد شرق العاصمة. وفي القلمون الشرقي، أفادت مصادر ميدانية أنَّ تنظيم «داعش» المتطرف، سحب حوالي 70% من قواته في المنطقة إلى وجهة غير معلومة. وتتضارب الآنباء عن وجهة تلك القوات، حيث أكدت مصادر إعلامية موالية للتنظيم أنَّ القوات في طريقها إلى مدينة الموصل العراقية، حيث ستجري المعركة الكبرى، بينما أشارت مصادر أخرى إلى توجه القوات إلى ريف حلب، حيث سيطر عناصر جبهة «النصرة» و»أحرار الشام» على كل المناطق التي انسحب منها عناصر التنظيم. وقتل أبو حيدر التونسي، أحد قادة تنظيم «داعش» في القلمون الشرقي مع عدد من مرافقيه خلال هجوم شنه جيش «أسود الشرقية» أثناء انتقالهم على طريق ترابي في جرود القلمون. وفي ريف القنيطرة، أكد مصدر في القوات الحكومية مقتل وإصابة 120 مسلحًا من «لواء العز» التابع لجبهة النصرة، خلال غارة جوية دقيقة استهدفت مركز قيادة ومعسكر تدريب أثناء الاحتفال بتخرج دورة عسكرية جديدة، كما قتل عدد من قياديي اللواء.