برزت خلافات بين قادة الجيش العراقي والمسؤولين في «الحشد الشعبي» حول تدخُّل التحالف الدولي في تحرير تكريت، حيث توقفت العمليات منذ أربعة أيام بسبب تفخيخ تنظيم «داعش» الطرق والمنازل، ونشره عشرات القناصين (للمزيد). وفيما وقف الأكراد أمس دقيقة صمت إحياء لذكرى الهجوم بالغاز على حلبجة، خلال الحرب الإيرانية - العراقية (1980- 1988)، أكد مسؤول في «البيشمركة» إن قواته تعرضت لثلاث هجمات بالكلور شنّها «داعش» في سنجار والموصل. وقال مصدر عسكري إن استمرار محاصرة تكريت وعدم حسم المعركة داخلها «مهمة محفوفة بالمخاطر»، فـ «داعش سيلجأ الى محاولة فك الحصار من خارج المدينة أو عبر نهر دجلة». وأضاف ان «تحرير بلدات زراعية مثل الدور والعلم في صلاح الدين، والسعدية وجلولاء في ديالى، كان سهلاً، فيما تحرير المدن المكتظة صعب، إذا أُريدَ تفادي سقوط ضحايا، ويتطلب غطاءً جوياً كثيفاً». وأكد وزير الداخلية محمد سالم الغبان أمس، أن قوات الجيش و «الحشد الشعبي» تسيطر على الموقف في تكريت، وعزا أسباب تأخير اقتحام وسطها إلى «الحفاظ على أرواح المواطنين وعلى البنى التحتية». وتضاربت آراء قادة الجيش و «الحشد الشعبي» حول الطلب من التحالف الدولي المشاركة في تحرير تكريت، فقال قائد العمليات في صلاح الدين الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي: «لدى الأميركيين أجهزة متطورة، وبإمكانهم تحديد الأهداف ومعالجتها بدقة». وزاد إن «التقنية العالية لطائرات التحالف وأسلحته تجعل مشاركته ضرورية»، مؤكداً أنه طلب منذ بداية العملية (في تكريت) «عبر وزارة الدفاع تأمين إسناد جوي إلا أن ذلك لم يتحقّق»، وعزا الأمر إلى «موقف سياسي». الناطق العسكري باسم «الحشد الشعبي» كريم النوري قال لـ «الحياة»: «لا حاجة إلى مشاركة طيران التحالف الدولي لأن الطيران العراقي يؤدي دوره في شكل جيد وهو قادر على تحقيق الانتصارات». ويبدو ان سيناريو تكريت (وقف الهجوم) يتكرر في الأنبار، إذ أعلن رئيس مجلس المحافظة صباح كرحوت أن القوات أوقفت تقدمها في بلدة الكرمة، قرب الفلوجة، بعد 11 يوماً على إطلاق حملتها، بالتزامن مع العملية العسكرية في تكريت، وكان هدفها وقف هجمات «داعش» على بغداد. وأوضح أن «المخاوف من خسائر في صفوف المدنيين داخل الكرمة، وحَشْد التنظيم عناصره في مركزها، أرجأت الهجوم الذي حقق نتائج جيدة، إذ تمت السيطرة على ضواحي الناحية المحاذية لحزام بغداد الغربي». وذكر قائد الشرطة في الأنبار اللواء الركن كاظم الفهداوي، خلال مؤتمر صحافي في الرمادي أمس أن «قوات الأمن تمكّنت من استعادة ثلاث مناطق في ضواحي الكرمة هي: الصبيحات واللهيب والشهابي». في الوقت ذاته، أعلن جهاز الاستخبارات اعتقال خلية تضم 31 شخصاً تابعة لتنظيم «داعش» في بغداد، مؤكداً أنها مسؤولة عن تنفيذ 52 هجوماً في العاصمة.