أحيا الأكراد أمس الذكرى السنوية الـ27 لقصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيماوية من قبل نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذي راح ضحيته أكثر من 5 آلاف مواطن كردي وأصيب 10 آلاف. وقال رئيس الإقليم مسعود بارزاني في رسالة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن حلبجة «تعتبر رمزا لمظلومية وتضحية شعبنا». بدورها، تعهدت حكومة إقليم كردستان في بيان بالعمل من أجل النهوض بالمدينة «في كل المجالات الخدمية والتطور الاقتصادي والاجتماعي». وأقيمت أمس مراسم خاصة بالكارثة في كل مناطق الإقليم، وكان أبرزها مراسم نظمت في مدينة حلبجة بحضور كبار المسؤولين الحكوميين في إقليم كردستان. وقال قباد طالباني، نائب رئيس حكومة الإقليم، في كلمة له أثناء المراسم، إنه «إحياء ذكرى حلبجة يختلف هذا العام، من قبل كنا نقول إن الإبادة الجماعية لن تتكرر، لكنها مع الأسف تكررت، فالشعب الكردي يواجه حاليا حربا مفروضة عليه، وكنا نقول أيضا لن ننتظر العيش في بلد يستخدم قوته للغدر بالشعب الكردي، لكن بقطع ميزانية الإقليم تكرر هذا الظلم». وقال سيروان محمد صالح أحد أقارب ضحايا حلبجة لـ«الشرق الأوسط»: «فقدت أختي و5 من أطفالها في كارثة حلبجة، وفقد أحد أبنائها في القصف، وما زلنا نبحث عنه». وأضاف: «إن جعل مدينتنا محافظة أسعد قلوبنا، لكننا نطالب الحكومة العراقية بتعويض ضحايا حلبجة ليس الذين قتلوا خلال القصف فقط، بل تعويض الأهالي عما لحق بهم من أضرار مادية ومعالجة المصابين الذين ما زالوا يعانون والبحث عن المفقودين». بدوره، قال لقمان عبد القادر، رئيس جمعية ضحايا القصف الكيماوي في حلبجة، لـ«الشرق الأوسط» إن «عدم إرسال بغداد لميزانية الإقليم أثر كثيرا على مدينة حلبجة، لذا اخترنا هذا العام الصمت لحين انتهاء هذه الأزمة». وتابع: «لدينا مصابون في مستشفيات السليمانية لا نستطيع معالجتهم ولم نتسلم رواتبنا منذ 3 أشهر. لا يمكن أن تبقى الحكومة العراقية متفرجة ويجب أن تعوضنا». من جهته قال النائب الكردي في مجلس النواب العراقي، عرفات كريم، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن طلبنا أمس خلال بيان لنا في مجلس النواب أن يكون الإعلان عن محافظة حلبجة في مراسم خاصة، وتعويض ضحايا القصف الكيماوي من قبل الحكومة الاتحادية، وإرسال المصابين إلى الخارج للعلاج، وإرجاع مواطني حلبجة الذين تبنتهم عوائل إيرانية إلى العراق»، مشيرا إلى أن أعضاء مجلس النواب العراقي أعربوا عن تأييدهم لأهالي مدينة حلبجة.