افتتح مساء الاثنين مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في المدينة الأثرية في جنوب مصر بالفيلم الموريتاني تمبكتو بعد استعراض كرنفالي شارك فيه ضيوف المهرجان بدأ في نهر النيل ومر بشوارع المدينة ثم انتهى في ساحة معبد الكرنك. وقال رئيس المهرجان السيناريست سيد فؤاد في حفل الافتتاح إن الدورة الرابعة التي تستمر ستة أيام مهداة إلى اسم الممثل المصري الراحل خالد صالح (1964-2014) حيث تسلم ابنه درع التكريم. وكرم المهرجان في حفل الافتتاح -الذي حضره محافظ الأقصر محمد بدر- كلا من الممثلة المصرية ليلى علوي والمخرج المصري خالد يوسف والمخرج إدريسا وادراغو من بوركينا فاسو، الدولة ضيف شرف الدورة الرابعة. سلاح التنوير وقال دليل المهرجان إن وادراغو -الذي ولد عام 1952 ودرس السينما في بلاده ثم في فرنسا- من أبرز المخرجين الأفارقة، حيث نال جوائز محلية كبرى كما فاز بجائزة النقاد من مهرجان كان عام 1989 عن فيلم الجدة، ونال وسام فارس من بوركينا فاسو ووسام فارس للفنون والآداب من فرنسا. وحضر الافتتاح وزير الثقافة المصري الأسبق عماد أبو غازي ورئيس الوزراء الأسبق عصام شرف الذي يتولى رئاسة مجلس أمناء المهرجان. وقال شرف في الافتتاح إن مصر ودولا أخرى تعيش حالة حرب ضد قوى الإرهاب والظلامية. وإذا كانت أدوات الحرب التقليدية هي البندقية والمدفع، فإن سلاح الفن والثقافة وبقية عناصر القوة الناعمة لا تقل تأثيرا عن وسائل قذف البارود. وأضاف قائلا إن الحرب على الإرهاب ساحتها الأولى هي العقل والوجدان.. فإضاءة العقول المظلمة.. هي مهمة الفن بامتياز، مشددا على دور المهرجان في التنوير الفكري في الدول الأفريقية التي تشهد تشددا بداية من مصر والشمال الأفريقي حتى الصومال ونيجيريا ومالي. وعرض المهرجان في الافتتاح فيلم المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو تمبكتو الذي صور في شرقي موريتانيا بالقرب من مالي ونال جائزتين من مهرجان كان 2014، وفاز الشهر الماضي بسبع جوائز من مهرجان سيزار، كما رشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. أفلام الحريات والمهرجان -الذي يعرض أفلاما من 41 دولة- يتنافس في مسابقته للأفلام الروائية الطويلة 11 فيلما من المغرب وتونس ومصر وملاوي وإثيوبيا والسنغال ونيجيريا وساحل العاج ورواندا وبوركينا فاسو التي لها فيلمان. والأفلام العربية الثلاثة التي تتنافس في هذه المسابقة هي البحر من ورائكم من إخراج المغربي هشام العسري، وطفل الشمس من إخراج التونسي الطيب الوحيشي، والفيل الأزرق من إخراج المصري مروان حامد. وتتنافس في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة أفلام من مدغشقر وجنوب السودان والكونغو وجنوب أفريقيا وناميبيا والسنغال وبنين، ومن تونس فيلم على هذه الأرض من إخراج عبد الله يحيى، ومن مصر جاي الزمان من إخراج دينا حمزة. أما مسابقة أفلام الحريات التي تحمل اسم شهيد الصحافة المصرية الحسيني أبو ضيف والمفتوحة للمشاركات غير الأفريقية، فتشارك فيها أفلام من جنوب أفريقيا وفرنسا وتنزانيا وكندا وبلجيكا ونيجيريا وناميبيا، ومن الجزائر فيلم عبد القادر لسالم إبراهيمي، ومن فلسطين المطلوبون الـ18 لكل من الكندي بول كوان والفلسطيني عامر شوملي، ومن مصر موج لأحمد نور. وينظم المهرجان منذ دورته الأولى ورشة للسيناريو والإخراج يشرف عليها المخرج الإثيوبي البارز هايلي غريما. وينتج الشبان المشاركون في الورشة أفلاما قصيرة تعرض في حفل الختام، كما يسعى المهرجان للإسهام في إنتاج أفلام طويلة وقصيرة لتشجيع المخرجين الأفارقة الشبان. وتنظم مؤسسة شباب الفنانين المستقلين -وهي مؤسسة مصرية لا تهدف للربح وتعمل في مجال الفنون والثقافة منذ عام 2006- مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية منذ عام 2012.