×
محافظة حائل

سحب الطفلة نورة من والدتها ونقلها لدار الحماية بالقصيم

صورة الخبر

بعد نظرة عابرة للماضي اكتشفت أن عدد الطلاب الذين قمت بتعليمهم يكفي لتشكيل بلدة صغيرة أستطيع أن أراها الآن حيث تقع في مشهد ورقي غبار الطباشير يتساقط في الشتاء، والليالي مظلمة تبدو كسبّورة السكّان يكبرون، ولا يتخرّج منهم أحد (في الظهيرة الحارة يتعرقون الاختبار في الحديقة) وحين يجيء البرد يرتجفون حول المواقد ويقرؤون المقالات الفوضويّة يدق الجرس عند رأس الساعة، ينتشر الجميع باتجاه الشوارع وفي أيديهم الكتب نسيت أسماءهم الأخيرة في بداية الأمر ثم نسيت أسماءهم الأولى بترتيب هجائي الولد الذي كان يرفع يده دائمًا أصبح الآن عضوًا في البلديّة ويملك دكّان خردوات الفتاة التي كانت توقع أوراقها بأحمر الشفاه تسند ظهرها على جدار الصيدلية، وتدخن وتسرّح شعرها كما لو كانت آلة تقديرات الطلاب أصبحت مطرّزة على ملابسهم الممتاز يتمشى بجانب ممتاز آخر والمقبول ينعق كالوزة كلما شاهد مقبولًا يشبهه كل طلبة الكتابة يجلسون بجانب مبنى المحكمة في الحديقة ويعزفون العود ويشكلون دائرة دائمًا وبالطبع كنتُ عمدةَ البلدة أسكن مستعمرة بيضاء ونادرًا ما أغادر المنزل السيارة تتعطل على الطريق أشجار العنب تدور حول الرواق الراقص وبين الوقت والآخر، يأتي طالب ليطرق الباب ويقدم واجبًا متأخرًا طلبته منذ خمسين عامًا أو ليسأل عن ييتس، أو عن المسافات الثنائية بين الأسطر وأحيانا يظهر طالب آخر عبر زجاج النافذة فيراني أحاضر لورق الحائط وأختبر الثريّا وأوبّخ الهواء.