×
محافظة الرياض

فيصل بن بندر: بحثنا موضوع السيول ومخاطرها على المدينة ومناقشة الحلول التي وضعها المختصون في الهيئة

صورة الخبر

في مدينة الأحواز التي اعتادت حكومة إيران تضييق الخناق على سكانها العرب، يأتي فريق الهلال السعودي حاملًا معه كرة القدم لمواجهة فريق محافظة خوزستان (فولاذ)، والتي يبلغ عدد سكانها (4 ملايين نسمة)، حيث تتجاوز زيارة النادي السعودي لتلك المنطقة حدود مباراة كرة قدم ضمن بطولة آسيوية، لتخترق ثقافة بيئة تعاني من التمييز العنصري، ويتذمّر شعبها من الظلم الفاضح الذي يقاسونه بشكل يومي؛ لأنهم الأقلية العربية وسط الركام الفارسي. الأحوازيون المضطهدون رقصوا طربًا لمجيء فريق عربي إلى منطقتهم، حيث يتوقون دومًا للالتقاء بأي عربي يعيد إليهم شيئًا من هويتهم التي يحاول الإيرانيون الفرس سلبها منهم منذ أن قررت إيران بالتعاون مع بريطانيا ضم الأحواز إلى إيران عام 1925م؛ رغبة منها في أن تكون لها إطلالة على الخليج العربي والمحيط الهندي لتعزيز نزعتها في التوسع الاقتصادي، وفي محاولة مجحفة لمجابهة شح المياه التي تواجهها المنطقة. محاولات نزع الهوية العربية عن الاحواز بدأت منذ أن غيّرت حكومة طهران مسمى الأحواز إلى خوزستان وهو الاسم الفارسي للمنطقة، في وقت يحاول فيه السكان الأحواز التمسك بالاسم العربي لمدينتهم، وفي ظل ذلك الصراح الهووي بين الطرفين تنشب الصراعات التي يذهب ضحيتها الآلاف من الأبرياء العرب. إطلالة الهلال في منطقة الأحواز العربية شهدت استقبالًا حافلًا من قِبل جماهير نادي فولاذ على الرغم من أن ممثل الكرة السعوديّة أتى إلى مدينتهم بحثًا عن الفوز وتصدر مجموعته الآسيوية، لكن الأوضاع في المنطقة والنزعة نحو اللحمة العربية بددت حالة المنافسة، وأعادت للأحواز إحساسهم بالتضامن العربي مع قضيتهم، وحاولوا جاهدين الاستفادة من المناسبة الكرويّة لنقل معاناتهم التي سعى الإعلام الإيراني منذ عقود إلى تغييبهم، والحال كذلك مع كافة الأقليات المتواجدة في إيران. مواجهة الهلال وفولاذ الأحواز مواجهة عربية خالصة، على الرغم من أن وسائل الإعلام الإيرانية تحاول أن تُظهر المشهد وكأن الأزرق السعودي سيلاقي فريقًا فارسيًّا، وهو ما يرفضه الأحوازيون أنفسهم وهم يؤكدون بأن وصف ناديهم بأنه نادٍ عربي هو الأصوب بالنظر إلى تاريخ المنطقة من جهة، وسكانها العرب من جهة أخرى.