بدا التحدي الأمني في مصر أبرز العقبات التي تواجه المؤتمر الاقتصادي الذي اختتم أعماله أمس في مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء، لكن البلاد التي تخوض حربا على الإرهاب منذ نحو عامين نجحت في اجتياز هذا التحدي بنجاح. وقال اللواء حاتم أمين مدير أمن جنوب سيناء لـ«الشرق الأوسط» إن غرفة العلميات التي تابعت الوضع الأمني نفذت «بروفات أمنية للخطة المقررة لمعالجة أوجه القصور.. لم نترك شيئا للصدفة»، بينما أكد اللواء سيد شفيق مساعد وزير الداخلية إن قوات الأمن وجهت ضربات استباقية للعناصر الإرهابية لتأمين الحدث، لافتا إلى أن تضافر الجهود يعد السبب الرئيسي في نجاح عمليات التأمين. وشهدت مصر تزايدا في وتيرة العمليات الإرهابية منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، صيف العام قبل الماضي. واستهدفت تنظيمات متشددة اتخذت من شمال سيناء مرتكزا لها قوات الجيش والشرطة في عدة مدن مصرية. وفي أكتوبر (تشرين الأول) عام 2013 فجر تنظيم أنصار بيت المقدس مديرية أمن جنوب سيناء في مدينة الطور، ما تسبب في مقتل اثنين وإصابة العشرات. وأشار اللواء شفيق في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إلى الخطة الأمنية التي وضعت لتأمين المؤتمر لم تقتصر على مدينة شرم الشيخ، لافتا إلى أن الضربات الاستباقية قبل بدء المؤتمر، وتواصل الجهود الأمنية خلال أيامه أتت بثمارها. وقال مساعد وزير الداخلية إن الجهود الأمنية التي أدت إلى حالة الاستقرار الذي تبدت خلال الأيام الماضية لن تتوقف مع انتهاء المؤتمر، وهو أمر سوف يلمسه المواطنون في الفترة المقبلة»، مؤكدا أن تضافر الجهود والتنسيق الكامل بين القوات المسلحة ووزارة الداخلية كانت وراء نجاح خطة التأمين على مستوى الجمهورية. من جانبه، قال اللواء أمين الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مدينة شرم الشيخ إن «الخطة الأمنية التي وضعت تم اختبارها أكثر من مرة، والقيادات الأمنية تابعتها من قلب المدينة. يمكن أن تقول إننا نفذنا بروفات على الخطة الأمنية لمعالجة أوجه القصور وقمنا بتعزيز المناطق التي بدت في حاجة إلى التعزيز». وتابع اللواء أمين حديثه الذي قطعه أكثر من مرة مع «الشرق الأوسط» لتهنئة ضباطه وقيادات في الجيش -كما أبلغنا- على نجاح التأمين في آخر أيام المؤتمر الذي عقد على مدار 3 أيام. ووجهت مصر الدعوة إلى نحو 3500 مستثمر لحضور المؤتمر، بحضور عربي ودولي رفيع المستوى، ما ضاعف التحدي الأمني. وقبيل انطلاق المؤتمر شهدت مدن رئيسية في البلاد انفجار عبوات ناسفة، لكن تأثيرها بدا محدودا، كما أحبطت قوات الأمن عملية انتحارية كبرى في شمال سيناء. وقال اللواء أمين إن عمليات التنسيق الكامل بين وزارة الداخلية والقوات المسلحة كانت أحد أبرز عوامل نجاح الخطة الأمنية، مشيرا إلى الدور الذي لعبه مشايخ البدو في جنوب سيناء، خصوصا في تأمين المناطق الجبلية. وأشار مدير أمن جنوب سيناء إلى أن تعاون المواطنين كان من الملامح البارزة، وقال إن «تفاعل المواطن العادي ورغبته وحرصه على نجاح المؤتمر يسّر كثيرا من مهامنا خلال الأيام التي سبقت المؤتمر وخلال انعقاده». وأكد اللواء أمين أن قوات الأمن لم تواجه حالة طارئة خلال المؤتمر، ولم يحدث ما يعكر صفو الروح الإيجابية التي سادت في شرم الشيخ خلال الأيام الثلاثة الماضية، لافتا إلى أن الحكومة المصرية لبت المطالب جميعها، بما في ذلك نشر كاميرات تأمين حديثة لتأمين المدينة.