المشهد الرياضي حالياً اصبح شبيه بالمشهد السياسي في المنطقة من تصعيد لبعض القضايا والمتاجرة ببعضها إعلامياً دون الالتماس بحقيقتها و إغفال لقضايا مهمه و صالحة للشعوب، فالإعلام هو المسؤول و الوسيط بين الجمهور وبذلك يتحمل ٨٠ بالمئة من مايحدث في مجتمعنا، و القليل من يستوعب هذه الرسائل الصادرة من توجهات بعض الاعلاميين او الجهات الاعلامية. فالمتتبع للمشهد الرياضي يجد أن الاعلام يصعد قضايا نادي على آخر، فمثلاً تكون صدارة الفتح و الهلال و الأهلي و غيرهم تلمع إعلامياً ولا تجد تشكيك في أحقيتهم، و لكن إختلفت النبرة الإعلامية في الموسم الحالي حيث تصدر النصر ولكن لا يجد المتابع إنصافاً لمستويات النصر المتميزة، حينها يرمون كل إنتصاراته على صافرة حكم، حتى ان التصعيد وصل للديوان الملكي في تويتر !! يبكون ويمنشنون ملكنا أبو فهد. لنضع أبرز النقاط و التناقضات في إعلامنا الرياضي، النصر يطالب بحكام أجانب حتى خارج أرضه ومع ذلك ما يصفون النية، الأهلي و الهلال لم يطلبا حتى الان طاقم تحكيم أجنبي و يتهمون النصر بالإستفادة من التحكيم المحلي، الكل شاهد بالأمس كيف انتصر الهلال و الاهلي و النصر و الكل أيضاً يعرف شخصية الطواقم التي دارت المباريات الثلاثة. و لكن عند ختام أي مباراة للنصر، يجد الجميع مانشيتات و عناوين الإعلام تحمل نبرة تصعيد وتهديد خطير في قضايا التحكيم الجدلية، وما إن ينتصر الأهلي حتى يضعون رؤوسهم بالتراب ويلمعون له ويصمتون لكي لا ينفرد خصمهم و كبيرهم بالصدارة. للأسف فإن صدارة النصر كشفت لنا غطاء لبسوه الإعلاميين المهتمين بتطور رياضتنا، تركوا عنهم النقد البناء و توجهوا للنقد الهادم لتصبح الصدارة فاضحة ، حينها ذرفوا الدموع و انسكبت عبراتهم على وجوههم المتنكرة بمكياج المثالية. فإن كانت تهمهم مصلحة التحكيم المحلية كما يزعمون، عليهم ان يكونوا منتقدين لجميع الأخطاء التحكيمية حتى لو كانت ضدهم، لكن للأسف جعلوا قضية التحكيم كالعصا ليضربوا به من أراد من خصومهم يوما ما. بعد ان خسروا معركة الأمس و هربوا و استقالوا، أستعانوا بخصمهم الأزلي كي يخلصهم من بطش المتصدر، لكن حتى الآن المتصدر ما زال غاضب.