وليد عبدالله.. حارس المرمى الذي كان يوصف بأنه نصف الفريق الكروي الأول في نادي الشباب، بات اليوم يشكل عبئا عليه بعد الأخطاء المتكررة الكثيرة التي تسببت في ولوج أهداف بدائية في شباكه، نتج منها خسارة الليث وضياع نقاط المباريات منه حتى ابتعد عن المنافسة على صدارة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين هذا الموسم. الجهاز الفني والإداري بنادي الشباب ارتأى أخيرا منح وليد إجازة وإراحته عن المشاركة في المباريات فاتجه الحارس إلى مكة المكرمة لأداء العمرة. ربما جاء قرار الإراحة متأخرا بعض الشيء، لكن أن يأتي متأخرا خيرا من أن لا يأتي كما يقول المثل. الإراحة متأخرة يؤكد مدرب حراس المنتخب السعودي لكرة القدم لدرجة البراعم، المحلل الفني تركي السلطان أن وليد عبدالله قدم مستويات جيدة بداية الموسم الكروي الحالي، وكان يتحمل أعباء خط ظهر الشباب، ولكن عندما تكررت أخطاؤه برزت المشكلة بشكل كبير، خصوصا أنها أخطاء بدائية. وقال "كان وليد أفضل حراس المرمى في دوري عبداللطيف جميل والمنتخب السعودي الأول، بيد أن انخفاض مستوياته الفنية يتطلب منه مراجعة نفسه فهو يرتكب خطأ فادحا في كل مباراة ينتج منه هدف في مرماه وهذا من حظه السيئ. والمشكلة أنه مع امتداد الأخطاء أبقى الجهاز الفني وليد في المرمى أساسيا، بينما كان يجب إراحته منذ فترة وجاء قرار الإراحة متأخرا بعد أخطاء فادحة وأهداف بدائية، لكن الإراحة الآن تساعد وليد على مراجعة نفسه وعدم تكرار الأخطاء لأنه سيشعر أن هناك حارسا آخر منافسا يمكن أن يأخذ منه الخانة". ويرى السلطان أن ما يحدث لوليد من انخفاض في مستواه وتكرار الأخطاء يبين أن هناك مشكلة ما خارج الملعب أو مع مدرب الحراس ومن الصعب أن نجزم بهذا ولن يعرف التفاصيل إلا من حوله في النادي ويجب معرفة السبب حتى تتم معالجته. وقال "ليس عيبا أن يخطئ اللاعب إنما العيب ألا تتم معالجة الخطأ". وأضاف "كانت هناك فرصة أن يزج الجهاز الفني بالحارس البديل للعب في مباريات كأس ولي العهد لأنه من الصعب أن يلعب وليد جميع المسابقات في الوضع الحالي، ففي الخارج يلعب الحارس البديل مسابقة أخرى ويلعب جميع مبارياتها حتى النهائي وهذا لا يحدث هنا كثيرا، وحتى لو حدث يعود ليلعب النهائي، وهذا خطأ كبير". ويرى السلطان أن هناك مشكلة تواجه وليد عبدالله ولم يتم علاجها بالزج به في جميع المباريات على أمل أنه سيتحسن مستواه لكن الإراحة التي منحها له الجهاز الفني مفيدة جدا، خصوصا أن الشباب لا ينافس هذا الموسم على صدارة الدوري، وبالإراحة سيبتعد وليد عن مكان الخطورة وهو الملعب ولن يوضع في موقف خطر قد يسبب له الانهيار. ولما يرى وليد وجود بديل سيعمل بتركيز ذهني أكبر ويقدم مباريات أفضل وستنعكس عليه المنافسة إيجابيا. التركيز على المميزات من جانبه، أكد استشاري الطب النفسي الرياضي الدكتور صلاح السقا أن عدم الثبات على الأداء المميز بصرف النظر عن الأخطاء المرتكبة من حارس المرمى يحدث لأن الإنسان بطبيعته ليس آلة حتى يستمر يقدم العمل نفسه طوال الوقت والسنوات بالطريقة ذاتها. وقال "أحيانا يتذكر اللاعب مباريات شارك فيها بأداء غير جيد ولا يستطيع أن ينساها أو ينسى النقد الذي تعرض له، وهنا يجب أن يسعى للخروج من هذه الدائرة ويعود إلى العمل بجدية بمراجعة الجدول اليومي ودرس الأسباب التي أدت إلى هبوط مستواه، فإذا عرف مكامن الخلل يحاول معالجته ويعود لنظامه الأول، ومن المهم أن لا يفكر في الخطأ أو أنه لا يخطئ بل على العكس يجب أن يفكر في كيف يحسن الأداء ويقدم العمل المميز متمسكا بإيمانه بقدراته بل ويفكر في المباريات الجميلة التي يشارك بها والعطاءات الكبيرة التي سبق وأن ظهر بها ومثل هذه الأفكار الإيجابية سترفع من روحه المعنوية، فعليه أن يركز على العمل الصحيح أكثر من تركيزه على العمل الخاطئ لأن الإنسان نتاج تفكيره".