صحيفة المرصد : بات جيب بوش المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية القادمة، رجل الجمهوريين الأقوى والأقدر على إعادتهم من جديد للبيت الأبيض من بين كل المرشحين الآخرين، فكبار الحزب يتلفون حوله، وأثرى المانحين يغدقون عليه ملايين الدولارات. وتقول أغلب التحليلات حسب موقع "العربية نت" إنه سيكون الرئيس الأميركي القادم، الأمر الذي دفع المتابعين لمقارنة بأخيه الأكبر، جورج دبليو بوش، الرئيس الأميركي السابق المثير للجدل. هنا قائمة بأهم خمسة فروق بين الأخوين بوش: دراسياً تخرج جورج من الجامعة العريقة "ييل" ولكنه خرج بمعدل "سي"، الأمر الذي يشير إلى أنه لم يكن راغبا في الدراسة. هذا على العكس من جيب الذي أنهى دراسته الأكاديمية بتفوق في تخصص الدراسات اللاتينية من جامعة تكساس خلال سنتين ونصف فقط. جيب الذي يتحدث الإسبانية بطلاقة للدراسة جعلته يصبح معلماً حينما درس اللغة الإنجليزية لبعض الوقت في المكسيك وهناك تعرف على زوجته. اجتماعياً على الرغم من أن جورج لا يجيد إلقاء الخطابات السياسية ولا يرتاح أمام جموع الصحافيين المتحفزين، إلا أن شخصيته اجتماعية من الدرجة الأولى. جورج الأخ الأكبر صاحب نكتة ولا يتوقف عن إلقاء التعليقات الظريفة على أصدقائه الكثر ويثير الضحكات في خطاباته البعيدة عن السياسة. على العكس من شقيقه الأكبر الدافئ عاطفيا، يبدو جيب منعزلا ومنطويا على نفسه. على الرغم من أنه أكثر فصاحة من جورج في الخطابات السياسية إلا أنه يفضل الوحدة والابتعاد عن رجال السياسة والإعلام إذا أطفِئت الكاميرات. وخلال مدة حكمه لولاية فلوريدا، تجنب جيب اللقاءات مع المانحين، فضل عليها الاجتماعات الودية الأخرى. وهو يكره كما يذكر أحد التقارير ضغط الأيدي المصافحة. في هذا الجانب، هو أقرب إلى الرئيس باراك أوباما الذي يعاني اجتماعيا من هذه المشكلة، مقارنة مع جورج الذي لا يتردد بالضرب الخفيف على أكتاف من يلتقيهم. ويدرك جيب هذه السمة في شخصيته ويلوم أمه عليها حيث يقول إنها زرعت في داخله الشعور بمقت اللقاءات الرسمية المزيفة. ثقافياً الأخوان بوش مولعان بالقراءة لدرجة الهوس والتباهي ويدخلان في منافسات مع الآخرين حول عدد الكتب التي يقرأونها في السنة. على العكس من الدعاية الإعلامية التي صورته بشخصية الجاهل والسطحي، إلا أن جورج قارئ من الدرجة الأولى و"دودة" كتب. ويقرأ الرئيس السابق عشرات الكتب أغلبها في التاريخ والسياسة سير الزعماء مع القليل من الروايات والرياضة. ويقول مستشاره السابق كارل روف إنه دخل في منافسة شرسة مع رئيسه حول من يقرأ أكثر عددا من الكتب، انتصر فيها المستشار بصعوبة، ولكن الرئيس بوش علل خسارته ممازحا: "كنت أيضا مشغول بقيادة العالم الحر". بوش الصغير محب للقراءة والاطلاع، ويقال إنه يتباهى بعدد الكتب الإلكترونية التي يحملها على جهازه "الكاندل"، المتصفح الإلكتروني الخاص بشركة أمازون، ولا ينفك يسأل أعضاء فريق حملته الرئاسية عن آخر الكتب التي قرأوها، ولكنه رغم ذلك أقل ثقافة واطلاعاً من أخيه الأكبر. السياسة الخارجية جيب بوش أكثر واقعية في السياسة الخارجية على العكس من أخيه الذي اتخذ نهجاً مثاليا خالصا حلم فيه بتغيير العالم خلال سنوات معدودة. فالأخ الأصغر انتقد في أحد خطاباته أخاه الأكبر بدون أن يسميه، مشيرا إلى أن هناك رؤساء سابقين أخطأوا في الاعتقاد أن إجراء انتخابات في بلد ما تعني تحقيق الديموقراطية فيه. الرئيس السابق مندفع ومتحمس في تحقيق سياساته، ولم يتغير إلا في الفترة الأخيرة من عهده، حينما أدرك الفرق بين النظرية والواقع، أما الرئيس القادم فهو أكثر حذرا. وفي الوقت الذي أعلن فيه الأخ الأكبر بدون مواربة عما سمّاه "أجندة الحرية" التي يسعى لنشرها، يتحدث الأخ الأصغر بكلمات أكثر عمومية عن "الليبرالية" التي ستنعكس على سياساته الخارجية. ويبدو جيب أقرب للأب منه للأخ، فقد تحدث عن أهمية التعاون وإعادة العلاقات القوية مع حلفاء الولايات المتحدة التي أصابها البرود في السنوات الماضية. ولكن بالمقارنة مع أوباما الذي ينعته بالرئيس الفاشل، يبدو جيب "صقوريا" مؤمنا بإعادة الولايات المتحدة للعالم من جديد بعد أن ساهم "النهج الأوبامي" كما يعتقد، بتقزيمها. السياسة الداخلية لا يختلف الشقيقان كثيرا فيما يتعلق بالسياسة الداخلية، فكلاهما داعمان للإصلاحات فيما يخص قوانين الهجرة، وشعبيتهما جارفة في أوساط الناخبين اللاتين. وكلاهما داعيان لإصلاحات جذرية في العملية التعليمية، وكلاهما مؤيدان لزيادة الميزانية العسكرية. ولكن الفرق الوحيد بينهما، هو تركيز الأخ الأصغر جيب على الجانب الاقتصادي الأمر الذي تجاهله الأخ الأكبر جورج، ما أدى في النهاية إلى الأزمة المالية التي عصفت بالاقتصاد الأمريكي.