بغداد، تكريت وكالات توقف هجوم تشنه القوات العراقية ومسلحون لانتزاع السيطرة على مدينة تكريت من تنظيم «داعش» أمس لليوم الثاني في انتظار وصول تعزيزات. وقال مصدر في المركز المحلي لقيادة الجيش إن القادة العسكريين «توصلوا إلى قرار بوقف العملية إلى أن توضع خطة مناسبة ومحكمة» لاقتحام وسط تكريت. وذكر المصدر من منطقة قريبة من تكريت أن القوات العراقية والمسلحين المدعومين من إيران ويعرفون باسم الحشد الشعبي ينتظرون تعزيزات من «قوات مدربة جيدا». ولم يحدد جدولا زمنيا لوصول التعزيزات. وقال «لسنا بحاجة إلى عدد كبير ألف أو ألفان فقط. نحتاج إلى أفراد وجنود محترفين». وتابع أن هذه القوات ستخوض معارك في الشوارع مع مقاتلي التنظيم الذين نصبوا شراكا خداعية في عديد من المباني بالمدينة وزرعوا عبوات ناسفة بدائية الصنع. واقتربت قوات الجيش والمسلحون من تكريت مسقط رأس صدام حسين الأسبوع الماضي في إطار أكبر هجوم يشنه العراق على التنظيم. ودخل أكثر من 20 ألف جندي ومسلح تكريت الواقعة على بعد نحو 160 كيلومترا إلى الشمال من بغداد يوم الأربعاء بعدما استعادوا السيطرة على بلدات إلى الجنوب والشمال من المدينة في إطار هجوم بدأ قبل قرابة أسبوعين. وأعلن ناطق عراقي أن القوات العراقية والمسلحين الموالين لها تحتاج إلى 72 ساعة لاستعادة مدينة تكريت التي ما زال العشرات من مقاتلي تنظيم داعش يتحصنون فيها، واضعين آلاف العبوات الناسفة. وقال كريم النوري وهو متحدث عسكري باسم قوات الحشد الشعبي الموالية للحكومة، أمس للصحفيين إن «تكريت ستتحرر خلال 72 ساعة». والنوري قيادي في «منظمة بدر» إحدى أبرز الفصائل التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية لاستعادة المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش إبان هجومه الكاسح في يونيو. وأوضح النوري أن الجهاديين الذين ما زالوا متحصنين في مركز مدينة تكريت «مطوقون من كل الجهات». وأوضح في تصريح من قرية العوجة المجاورة لتكريت، أن عدد هؤلاء «هو بين 60 و70»، مشددا على أن إعلان «تحرير» المدينة لن يتم قبل إنجاز رفع العبوات الناسفة المقدر عددها بالآلاف، والمزروعة على جوانب الطرق وفي المنازل. إلا أن ضابطا برتبة مقدم في فوج مكافحة الإرهاب، وهو أبرز أفواج النخبة العراقية، قدم تقديرات مختلفة بعض الشيء عن مسار العملية. وقال الضابط «المعارك في المدن صعبة بالنسبة للجيوش». وتشكل عملية تكريت، بحسب الخبراء، مقياسا لقدرة القوات العراقية على شن عملية لاستعادة مدينة الموصل، ثاني كبرى مدن البلاد وأولى المناطق التي سقطت بيد التنظيم الجهادي في يونيو.