×
محافظة مكة المكرمة

وفاة المطيري وهو في طريقه لأداء عمله في الحج

صورة الخبر

أكد لـ«عكاظ» عدد من الأكاديميين والمختصين في مجال الترجمة أن جائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة نجحت في جذب اهتمام المؤسسات الثقافية والجامعية للمشاركة في دوراتها، وأن الجائزة تسعى إلى تعزيز التواصل الفكري والمعرفي بين الأمم والشعوب، موضحين أن حركة الترجمة إلى اللغة العربية تشهد منذ مطلع القرن الحالي تأسيس مراكز ومعاهد متخصصة وصلت إلى أعلى درجات النقل من اللغات الأجنبية إلى العربية لكنها لم تلب كل التطلعات المرجوة في هذا الصدد، واعتبروا أن الجامعات تقوم بدور محدود في مجال الترجمة مطالبين دور النشر بتوفير الدعم للشباب الذين يجيدون أكثر من لغة للانخراط في مجال الترجمة، «عكاظ» ناقشت مع المختصين عددا من قضايا الترجمة في الاستطلاع التالي: في البدء أكد نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الدكتور عبدالكريم الزيد، أن جائزة خادم الحرمين للترجمة نجحت في أن تحوز رضا النخب الثقافية والعلمية في الجامعات والمؤسسات الثقافية، وأشار إلى أن منظومة القيم التي يرسخها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- من خلال مبادراته الإنسانية والحضارية والثقافية المتنوعة، هي ذات القيم التي تعمل جائزة خادم الحرمين على تكريسها في الفضاءين الإنساني والعالمي، وقال «في طليعة تلك القيم، تعزيز قيم الحوار والاعتدال والتسامح والتعايش الإنساني استناداً إلى هوية إنسانية صلبة مؤطرة بتفاعل حضاري مستنير مع ثقافات العالم كافة». ومن جهتها، أشارت عضو وحدة الترجمة بكلية خدمة المجتمع في جامعة أم القرى الدكتورة مؤمنة محمد، أن جائزة خادم الحرمين للترجمة تسعى إلى الدعوة للتواصل الفكري والحوار المعرفي والثقافي بين الأمم والتقريب بين الشعوب، باعتبار الترجمة أداة رئيسة في تفعيل الاتصال ونقل المعرفة وإثراء التبادل الفكري، وما لها من دور في تأصيل ثقافة الحوار وترسيخ مبادئ التفاهم والعيش المشترك، وأضافت أن الترجمة في المملكة تحولت إلى مشروع ربحي بحيث تقوم مؤسسات بترجمة بعض العلوم كالفيزياء والعلوم الطبية للحصول على المال، معتبرة أن الجامعات دورها محصور في حث الطلاب والطالبات على الترجمة، حيث إن أقسام الترجمة لا تقوم إلا على تعليم اللغات، وطالبت دور النشر الاهتمام بالكتب المترجمة وإتاحة الفرصة للشباب في هذا المجال، لافتة إلى أن الكثير من الشباب والشابات من الممكن أن يبدعوا في مجال الترجمة إذا ما توافر لهم الدعم من قبل دور النشر. بدوره، قال المتخصص في الترجمة فراس محمد: عرف الوطن العربي في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين نهضة كبيرة كان للترجمة فيها دور كبير، إلا أن العالم العربي مر بسنوات عجافٍ نسبيا بعد ذلك في مجالات التفاعل الثقافي والبحث العلمي وتطوير المعارف، وأوضح أن حركة الترجمة العربية تشهد منذ مطلع القرن الحالي تأسيس منظمات ومراكز ومعاهد وصلت إلى أعلى درجات النقل من اللغات الأجنبية إلى العربية، الأمر الذي يدل على أن العالم العربي يلج في عصر جديد من النهضة الفعلية والواعدة على صعيد علمية الكتب المترجمة ورفعة مواضيعها وتخصص نصوصها من جهة، وعلى صعيد نوعية الترجمة ومراحل إنتاج النصوص المترجمة من جهة أخرى، وانتقد دور الجامعات في مجال تشجيع الترجمة وقال «إن دور الجامعة يقتصر على تدريس اللغات الأخرى دون الحث على الترجمة الفعلية رغم أن الترجمة العلوم الطبية والفيزيائية انتشرت في الدول العربية أكثر من المملكة وفي المشاريع الجامعية يطلب من الطالب ترجمت الروايات دون توعيته بأن هناك علوما تستحق الترجمة وستضيف لنا إضافة علمية قيمة». في سياق متصل، أكدت أستاذة اللغات والترجمة الدكتورة منال الشربيني أهمية الترجمة في خدمة الوطن والمجتمع والتعرف على ثقافات العالم والانفتاح عليها، مضيفة أن جائزة خادم الحرمين الشريفين تخطت بعالميتها كل الحواجز اللغوية والحدود الجغرافية ونجحت في توصيل رسالة المملكة المعرفية والإنسانية إلى الثقافات الأخرى، وأشارت إلى أن الترجمة اتجهت مؤخرا صوب تحقيق الربح، وطالبت بغرس حب الترجمة والاطلاع على العلوم الأخرى بين الشباب والمبتعثين وعقد ورش عمل لتعليم الترجمة، داعية إلى تشجيع مشروعات الترجمة الفردية حتى تكون مجالا لتنافس الشباب.