قصف الطيران المروحي التابع للنظام السوري أمس الجمعة بالبراميل المتفجرة مثلث ريف درعا الشمالي الغربي وريف دمشق الغربي وريف القنيطرة، في جنوب سوريا. ويشهد هذا المثلث اشتباكات عنيفة يقودها حزب الله بوجه مسلحي المعارضة بينهم عناصر «جبهة النصرة»، في حين وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان في الذكرى الرابعة لاندلاع الأزمة السورية مقتل نحو 13 ألف مواطن في معتقلات النظام، ذكر أن بعضهم قضى تحت التعذيب. وفق المرصد استعانت قوات النظام أمس ببراميل متفجرة ألقتها على مناطق في تل عنتر قرب بلدة كفر شمس بريف درعا الشمالي الغربي، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين كتائب المعارضة وعلى رأسها «جبهة النصرة»، ومسلحي حزب الله مدعومين بمقاتلين إيرانيين وعناصر من قوات النظام، وذلك في محاولة لإكمال السيطرة على الجبهة الجنوبية، بينما أفيد عن مواجهات عنيفة تندلع بالأسلحة الرشاشة في مدينة درعا. من جهة ثانية، أفاد «مكتب أخبار سوريا» عن مقتل 6 مدنيين على الأقل بينهم طفلان، في قصفٍ نفّذته طائرات حربية بالصواريخ الفراغية، استهدف مسجدا أثناء صلاة الجمعة في بلدة علما الخاضعة لسيطرة المعارضة شرق مدينة درعا. كذلك أشار ناشطون إلى أن الطيران الحربي التابع للنظام نفذ 3 غارات على مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية في ضواحي العاصمة دمشق، ترافق مع سقوط عدد من قذائف الهاون، مما أدى لإصابة عدد من الأشخاص. وذكر «مكتب أخبار سوريا» أن 5 أشخاص قتلوا بينهم طفل وامرأة وجرح 25 آخرون جراء 4 غارات متتالية، استهدفت الأبنية السكنية وسط دوما. وبالتزامن مع هذه التقارير، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتوثيقه مقتل 12751 مواطنا سوريا داخل معتقلات وسجون وأقبية مخابرات النظام السوري، منذ اندلاع الأزمة قبل 4 سنوات، لافتا إلى أن «بعض هؤلاء سُلمت جثامينهم لذويهم، بينما جرى إبلاغ آخرين بأن أبناءهم قضوا داخل المعتقلات، وأُجبر ذوو البعض الآخر على التوقيع على تصاريح بأن مجموعات مقاتلة معارضة هي التي قتلتهم». وأوضح المرصد في بيان صدر عنه عشية دخول الأزمة سنتها الخامسة، أن من بين من قضوا في المعتقلات 108 أطفال دون 18 سنة، و53 مواطنة فوق 18 سنة، متحدثا عن معلومات عن «وجود الكثير من الحالات لمواطنين استشهدوا تحت التعذيب داخل معتقلات النظام، تحفظ فيها أهاليهم وذووهم، على إعلان وفاتهم، خوفا من الملاحقة الأمنية والاعتقال». وأشار المرصد إلى أن الإحصائية المذكورة لا تشمل مصير أكثر من 20 ألف مفقود داخل معتقلات قوات النظام وأجهزته الأمنية. ولليوم الثاني على التوالي أحيا الأكراد في محافظة الحسكة، بشمال شرقي سوريا، ذكرى أحداث مارس (آذار) 2004 في مدينة القامشلي، كبرى مدن المحافظة. وقال «مكتب أخبار سوريا» إن أكثر من 5 آلاف مدني كردي خرجوا في مظاهرات في شوارع القامشلي ورفعوا صورا مطلية باللون الأحمر للأسد، تنديدا بـ«قمع» السلطات الأمنية لـ«الانتفاضة الكردية والثورة السورية». وفي محافظة إدلب، استمر ولليوم الثالث على التوالي إغلاق الطرق المؤدية إلى مدينة إدلب عاصمة المحافظة الخاضعة لسيطرة النظام، من قبل الحواجز العسكرية النظامية المتمركزة على أطرافها. ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن أحد الناشطين أن طريق بنّش - إدلب الواقع شرق مدينة إدلب، وطريق عين شب - إدلب من جهتها الغربية، مغلقان بشكل «كامل» لليوم الثالث على التوالي من دون معرفة الأسباب وراء ذلك. وأوضح المكتب أن القوات النظامية لم تحدد مدة إغلاق هذه الطرق التي تصل بين المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وبين مدينة إدلب، علما أنها المرة الأولى التي تقطع فيها القوات النظامية الطرق المؤدية إلى المدينة منذ اندلاع الأزمة في سوريا قبل 4 سنوات. وفي محافظة حلب، أفاد المكتب عن إعدام تنظيم داعش أحد «شرعييه» في مدينة الباب الخاضعة لسيطرته في الريف الشرقي للمحافظة. وأوضح ناشطون أن عناصر «داعش» أعدموا «أبو جعفر التونسي»، أحد «شرعيي» التنظيم في مدينة الرقة، رميا بالرصاص، بعد مضي شهرين على اعتقاله، بتهمة «الردّة»، كما ورد في الورقة التي علقت بثيابه، جريا على عادة التنظيم لدى تنفيذ أحكامه. وقال المكتب إن السبب الرئيسي وراء إعدام أبو جعفر التونسي هو «اتهامه من قبل أمراء وشرعيين من التنظيم في مدينة الرقة، بالغلو وتكفير سكان المدينة»، مذكرا بقيام التنظيم بإعدام شرعي آخر في محافظة الحسكة، قبل شهرين، بتهمة التخابر مع النظام السوري.