الأولوية لدى الإنسان تأتي في رأس قائمة اهتماماته لا أسفلها. إشكالية الأولويات أنها لا تأخذ طابعاً نمطياً ثابتاً وإنما تتغيــر قائمتهــا صعوداً وهبوطــاً بتغير الظروف والأحوال، لذا يظل التعامل مع تلك الحالات غير الثابتة صعباً. لا تستطيع أن تفصل بين أولوية الأفراد والمجتمع، لأن الأفراد يحققون أولوياتهم من خلال المجتمع والعكس صحيح تماماً، والملاحظ أن الفرد كلما حقق طموحات مهمة في قائمته انتقل لوضع تصورات لأولويات جديدة، وكل ذلك يتحقق عن طريق مؤسسات المجتمع العامة والخاصة والتي إذا لم تتمكن هي الأخرى من توفير تلك الأولويات فإن الأفراد يقفون عاجزين عن الحصول على أولوياتهم، وهنا تتداخل سياسات الدولة وجماعات الضغط في التأثير على عملية تحقيق الأولويات، فكثير من التطلعات تصطدم بالتيارات الممانعة ذات التأثير الكبير على مجريات الأمور ورغبة الدولة في تحقيق التوازنات بين الأطياف الاجتماعية كافة.